للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من تكلُّف هذا.

وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجهين فيهما [ضعف] (١) أنه قال: «البيت قبلة لأهل المسجد، والمسجد قبلة لأهل الحرم، والحرم قبلة لأهل الأرض في مشارقها ومغاربها من أمتي» (٢).

مسألة (٣): (وإن خفيت القبلة في الحضر سأل واستدلَّ بمحاريب المسلمين، فإن أخطأ فعليه الإعادة. وإن خفيت في السفر اجتهد وصلَّى، ولا إعادة عليه وإن أخطأ).

أما الاستدلال بمحاريب المسلمين، فلأن أهل الخبرة والعلم بجهة الكعبة نصبوها على ذلك، وليس فيها خطأ. وإن فُرِض فهو شيء يسير لا يجب مراعاته، مع قولنا باستقبال الجهة. وإذا قلنا: يجب استقبال العين، فإنه يعفى عن الخطأ اليسير مع الجهل.

وكذلك إذا أخبره مخبر ثقة بجهة القبلة عن عِلم، فإنه يقبَل خبرَه. وذلك لأنَّ الإخبار عن جهة القبلة ونصب المحراب إليها ليس هو من باب


(١) زيادة مقترحة.
(٢) أخرجه البيهقي (٢/ ٩)، من طريق عمر بن حفص المكي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس به.
قال البيهقي: «تفرد به عمر بن حفص المكي، وهو ضعيف لا يحتج به، وروي بإسناد آخر ضعيف، عن عبد الله بن حبشى كذلك مرفوعًا، ولا يحتج بمثله»، وكذا ضعفه ابن حجر في «التلخيص» (١/ ٣٨٣).
(٣) «المستوعب» (١/ ١٦٨ - ١٧٠)، «المغني» (٢/ ١٠٢ - ١٠٧، ١١٤)، «الشرح الكبير» (٣/ ٣٣٤ - ٣٤٥)، «الفروع» (٢/ ١٢٥ - ١٢٧).