للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك لما تقدم في دخول مكة من أعلاها؛ لأن باب بني شيبة أقرب بابٍ، إذا دخله (١) الداخل استقبل وجه الكعبة، وهو أبعد بابٍ من هذه الناحية عن الحجر الأسود، فيكون ممرُّه في المسجد أولى من ممرِّه خارجَ المسجد، إما إلى ناحية الصفا أو ناحية دار الندوة.

ويُستحب أن يقول عند دخول المسجد ما يُستحب عند سائر المساجد.

مسألة (٢): (فإذا رأى البيت رفع يديه وكبَّر الله وحَمِدَه ودعا).

قال أحمد في رواية المرُّوذي: إذا رأيتَ البيت فارفعْ يديك بباطن كفَّيك، وقل: الله أكبر الله أكبر، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحيِّنا ربَّنا بالسلام (٣)، اللهم زِدْ بيتك هذا تعظيمًا وتكريمًا وإيمانًا ومهابةً ... (٤).

وروي عن سعيد بن المسيب قال: سمعتُ من عمر كلمةً لم يبقَ أحد سمعها غيري، حين رأى البيت قال: «اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحيِّنا ربنا بالسلام» (٥). وفي لفظ: «أن عمر بن الخطاب كان إذا نظر إلى


(١) ق: «دخل».
(٢) انظر: «المستوعب» (١/ ٤٩٧) و «المغني» (٥/ ٢١٠) و «الشرح الكبير» (٩/ ٧٥) و «الفروع» (٦/ ٣٢).
(٣) في المطبوع: «بالإسلام».
(٤) بياض في النسختين. وفي المصادر السابقة زيادة: «وبِرًّا».
(٥) أخرجه أحمد في «العلل» (١٩٧) والبخاري في «التاريخ الكبير» (١/ ٢٩٤) والحاكم ــ كما في «البدر المنير» (٦/ ٣٠٣ - ٣٠٤) ــ وعنه البيهقي (٥/ ٧٣) من طريق إبراهيم بن طريف، عن حميد بن يعقوب قال: سمعت سعيدًا قال ... إلخ. وإبراهيم وحميد ليسا بالمشهورين بالرواية، وقد وثِّقا. فإن صحّ هذا، كان فيه دليل على سماع سعيد من عمر في الجملة. وانظر «المراسيل» لابن أبي حاتم (ص ٧١ - ٧٣).