للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحَنْتَم والدُّبّاء والنَّقير والمُزَفَّت، وربما قال: المُقيَّر. قال: «احفظوهنّ، وأخْبِروا بهنَّ مَن وراءكم». رواه الجماعة إلا ابن ماجه (١).

وقد أجمعت الأمةُ إجماعًا ظاهرًا على وجوب صيام شهر رمضان، وأنه الشهر التاسع من شهور العام بين شعبان وشوّال (٢).

والأفضل أن يقال: جاء «شهر رمضان»، وصمنا «شهرَ رمضان»؛ موافقةً للفظ القرآن وأكثر الأحاديث.

فأما إطلاق «رمضان» عليه، فقال القاضي وغيره (٣): يُكره إطلاق هذا الاسم عليه من غير قرينةٍ تدلّ على أن المراد به الشهر؛ لأن الله سبحانه قال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: ٢٨٥].

ولِمَا رُوي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقولوا جاء رمضانُ، فإنّ رمضانَ اسمُ الله، ولكن قولوا: جاء شهرُ رمضان» رواه [أبو] (٤) أحمد بن عدي (٥).


(١) أخرجه البخاري (٥٣)، ومسلم (١٧)، وأبو داود (٤٦٧٧)، والترمذي (٢٦١١)، والنسائي (٥٦٩٢).
(٢) ينظر «مراتب الإجماع» (ص ٣٩) لابن حزم، و «التمهيد»: (٢/ ١٤٨، ٧/ ٢٠٣) لابن عبد البر.
(٣) ينظر «المغني»: (٤/ ٣٢٤)، و «الفروع»: (٣/ ٤)، و «الإنصاف»: (٧/ ٣٢٣)، و «كشاف القناع»: (٥/ ١٩٤).
(٤) زيادة لازمة سقطت من النسختين والمطبوع، وهو الحافظ أبو أحمد بن عدي الجرجاني (ت ٣٦٥). صاحب كتاب «الكامل في الضعفاء»، والحديث فيه كما سيأتي.
(٥) في «الكامل في الضعفاء»: (٧/ ٥٣). ومن طريقه أخرجه الجوزجاني في «الأباطيل والمناكير» (٤٧٤)، والبيهقي: (٤/ ٢٠١) من طريق أبي معشر، عن المقبري، عن أبي هريرة به. قال ابن عدي: «لا أعلم يُروى عن أبي معشر إلا بهذا الإسناد». وقال الجوزجاني: باطل، وقال ابن الجوزي في «الموضوعات» (١١١٨): موضوع لا أصل له. وتعقبه السيوطي في «اللآلئ»: (٢/ ٩٧) بأن البيهقي أخرجه واقتصر على تضعيفه. وسئل عنه أبو حاتم كما في «العلل» (٧٣٤) لابنه فقال: «هذا خطأ إنما هو من قول أبي هريرة». يعني موقوفًا، وقد أخرج الموقوفَ ابنُ أبي حاتم في «التفسير»: (١/ ٣١٠). وقد أخرجه البيهقي: (٢/ ٤٠٢) أيضًا من طريق أبي معشر، عن محمد بن كعب القرظي من قوله، قال: وهو أشبه. وينظر «تفسير ابن كثير»: (١/ ٥٠٢)، و «بدائع الفوائد»: (٢/ ٥٥٣ - ٥٥٦)، و «شأن الدعاء» (١٠٩) للخطابي.