للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نفسي بيده لا أزيدُ على هذا شيئًا ولا أنقصُ منه. فلمّا ولَّى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سرَّهُ أن ينظرَ إلى رجلٍ منْ أهلِ الجنةِ، فلينظر إلى هذا» متفق عليه (١).

وعن طلحة بن عُبيد الله قال: جاء رجل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من أهل نجدٍ ثائرُ الرأس، نسمَع دَوِيَّ صوته ولا نفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خمسُ صلواتٍ في اليومِ والليلةِ» فقال: هل عليَّ غيرها؟ قال: «لا، إلا أن تتطوَّع». قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وصيامُ رمضانَ». قال: هل عليَّ غيره؟ قال: «لا، إلا أن تتطوّع». قال: وذَكَر له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الزكاةَ، فقال: هل عليَّ غيرها؟ قال: «لا، إلا أن تتطوّع». قال: فأدبرَ الرجلُ، فقال: والله لا أزيدُ على هذا ولا أنقصُ. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أفلحَ إنْ صَدَق» (٢).

وعن أبي جمرة (٣)، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنّ وفدَ عبد القيس لمّا أتوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَن القومُ (أو: مَن الوفد)؟» قالوا: ربيعة. قال: «مرحبًا بالقوم (أو بالوفد) غير خَزايا ولا نَدامى». فقالوا: يا رسول الله، إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام، وبيننا وبينك هذا الحيّ من كُفّار مُضَر، فمُرْنا بأمرٍ فصلٍ نُخْبِرْ به مَن وراءَنا وندْخُلْ به الجنةَ. قال: فأمرهم بأربعٍ ونهاهم عن أربع، أمرهم بالإيمان بالله وحده، وقال: «أتدرونَ ما الإيمانُ بالله وحْدَه؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «شهادةُ أن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا رسولُ الله، وإقامُ الصلاةِ، وإيتاءُ الزكاةِ، وصومُ رمضانَ، وأن تُعْطوا من المَغْنَمِ الخُمُسَ». ونهاهم عن أربع، عن


(١) أخرجه البخاري (١٣٩٧)، ومسلم (١٤).
(٢) أخرجه البخاري (٤٦)، ومسلم (١١).
(٣) وقع في النسختين: «أبي حمزة» تحريف. وأبو جمرة هو نصر بن عمران البصري، ترجمته في «تهذيب التهذيب»: (١٠/ ٤٣٢).