للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذاك رجل ثائر الرأس، وهذا رجل له عَقِيصتانِ. ثم ذاك رجل يُسمع (١) دَوِيُّ صوتِه ولا يُفقَه ما يقول، وهذا رجل عاقل جَلْد. ثم ذاك ليس في حديثه إلا التوحيد والصلاة والزكاة والصوم. فإن كان هذا هو ذاك فليس ذكر الحج إلا في بعض رواياته. والذي في «الصحيحين» ليس فيه شيء من هذا، ولا يَسَعُهم أن يتركوه وهو يقول: لا أزيد ولا أنقص.

فإن كانت سعد هذه سعد بن بكر بن هوازن أظآر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهؤلاء كانوا مع المشركين (٢) يوم حنين، وكانت حنين في أواخر سنة ثمان من الهجرة، وقدم وفد هوازن على النبي (٣) - صلى الله عليه وسلم - مُنصَرَفَه ــ وهو بالجِعِرَّانة ــ عن حِصار الطائف، فأسلموا، ومَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - على سَبْيِهم، والقصة مشهورة. فتكون بنو سعد بن بكر (٤) قد أوفدتْ ضِمامًا في سنة تسع، وفيها أسلمت ثقيف أيضًا، وهذه السنة هي سنة الوفود.

وقد أجمع المسلمون في الجملة على أن الحج فرض لازم.

الفصل الثاني

أن العمرة أيضًا واجبة. نصَّ عليه أحمد في مواضع، فقال في رواية الأثرم، وبكر بن محمد، والمرُّوذي (٥)، وإسحاق بن إبراهيم، وأبي طالب،


(١) ق: «سمع».
(٢) س: «كانوا مشركين».
(٣) س: «رسول الله».
(٤) في المطبوع: «بنو بكر بن سعد بن بكر»، خطأ. وقد شطب على «بكر بن» في س.
(٥) «والمرُّوذي» ساقطة من المطبوع.