للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن نافع، عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصفِّر لحيتَه بالوَرْس والزعفران. وكان ابن عمر يفعل ذلك. رواه أبو داود والنسائي (١).

ويُكره الخضابُ بالسواد، لما روى جابر بن عبد الله قال: جيء بأبي قُحافة يوم الفتح إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكأنَّ رأسَه ثَغَامَة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اذهبوا به إلى بعض نسائه فليغيِّره بشيء، وجنِّبوه السَّوادَ" رواه الجماعة إلا البخاري والترمذي (٢). ولأن التسويد يُشبه يكون (٣) الخلقة، وذلك تزويرٌ وتغييرٌ لِخلق الله، فيكره، كما كُرِه وصلُ الشعر والنَّمص والتفلُّج.

وأما الاستحداد، فهو استعمال الحديد في إزالة شعر العانة. ولو قصَّه أو نتَفه أو تنوَّر جاز، والحلق أفضل. والأفضل في الإبط: أن ينتِفَه، ولو حلَقه أو قصَّه أو نوَّره جاز أيضًا. ولو نوَّر غير ذلك من شعر الساقين والفخذين جاز أيضًا. نصَّ عليه، لما روت أمُّ سلمة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اطَّلَى بدأ بعورته فطلَاها بالنُّورة، وسائرَ جسدِه أهلُه. رواه ابن ماجه (٤)، وفيه مقال، لكن لا ينوِّر عورته إلا هو [٦٨/ب] أو من يحِلّ له مسُّها من زوجة أو أَمة.


(١) أبو داود (٤٢١٠)، والنسائي (٥٢٤٤).
وصححه ابن القطان في "بيان الوهم" (٥/ ٤١٢).
(٢) مسلم (٢١٠٢)، وأبو داود (٤٢٠٤)، والنسائي (٥٠٧٦)، وابن ماجه (٣٦٢٤).
(٣) يعني: أن يكون. وفي المطبوع: "تكون".
(٤) برقم (٣٧٥١)، من طريق أبي هاشم الرماني، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أم سلمة به.
قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (٢/ ٢٥٥): "هذا الحديث رجاله ثقات، وهو منقطع، حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أم سلمة، قاله أبو زرعة".