للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الأقصى، ومسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (١).

قلنا: قد روى هذا الحديث عن جُويبر رجالٌ من كبار أهل العلم، مثل هُشيم وإسحاق الأزرق، وقد تابعه على نحوٍ من معناه أبو وائل، عن حذيفة، وهو معضود بآثار الصحابة، والرواية الأخرى عن حذيفة مرسلة.

وأيضًا، فإنه إجماع الصحابة؛ روى النجَّاد (٢) عن عليٍّ - رضي الله عنه - قال: «لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة».

وعن ابن عباس قال: «لا اعتكاف إلا في مسجدٍ تُقام فيه الصلاة» (٣).

وعن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: «لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة» (٤).


(١) أخرجه عبد الرزاق: (٤/ ٣٤٧)، وابن أبي شيبة (٩٧٦٢) بإسناد صحيح، وإن كان النخعي لم يسمع من ابن مسعود إلا أن العلماء نصوا على أن مراسيله عنه صحيحة. ينظر «شرح العلل» (١/ ٥٤٢) لابن رجب.
(٢) بإسناده عن عاصم بن ضَمْرة، عن علي ــ كما في «التعليقة» للقاضي أبي يعلى (١/ ٧). وأخرجه أيضًا عبد الرزاق (٨٠٠٩) وابن أبي شيبة (٩٧٦٣) والطحاوي (١٠٤٢، ١٠٤٣) من طريقين ضعيفين، فيهما الحارث الأعور، وجابر الجعفي.
(٣) أخرجه النجاد ــ كما في «التعليقة»: (١/ ٧) ــ والبيهقي: (٤/ ٣١٦) من رواية قتادة عن ابن عباس. وقتادة لم يسمع من ابن عبّاس، وإنما سمعه من أبي الشعثاء جابر بن زيد عنه، كما عند أحمد في «مسائله ــ رواية عبد الله» (٢/ ٦٧٣).
(٤) أخرجه النجاد ــ كما في «التعليقة»: (١/ ٧) ــ بإسناده عن عروة عن عائشة. وسيأتي تخريجه مفصّلًا.