للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باب صفة الصلاة (١)

الأصل في صفة الصلاة: صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقوله في صفة الصلاة, وإقراره على صفة الصلاة, وما يستدل به على ذلك؛ لأنَّ الله سبحانه أمر بالصلاة في كتابه, وفرضها على سبيل الإجمال, وفوَّض إلى نبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم - تفسير ما أجمله, وبيان [ص ٢٤٢] ما أطلقه. وقد كان جبريل أقام الصلاة للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - صبيحة ليلة أسري به, والناس يأتمُّون برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وصلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امتثالًا لأمر الله, وتأويلًا لكتاب الله, فسنَّتُه هي التي فسَّرت القرآن وبيَّنته، ودلَّت على معناه وعبَّرت عنه. والفعل إذا خرج منه امتثالًا لأمر, وبيانًا لمجمل, كان حكمه حكم ذلك الأمر وذلك المبيَّن. فتكون الصلاة التي صلَّاها هي الصلاة التي كتبها الله على المؤمنين وأمرهم بها في كتابه.

وقال - صلى الله عليه وسلم - لمالك بن الحويرث ومن معه حين بعثهم (٢) إلى قومهم: «صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي»، رواه أحمد والبخاري (٣).

وعن سهل بن سعد أنَّ نفرًا جاؤوا إلى سهل بن سعد قد تمارَوا في المنبر، من أي عود هو؟ فقال: أمَا والله إنِّي لأعلم من أي عود هو, ومَن عَمِله. ورأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام عليه، فكبَّر، وكبَّر الناس وراءه وهو على المنبر, ثم رفَع، فنزل القهقرى حتى سجد في أصل المنبر. ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته. ثم أقبل على الناس، فقال: «يا أيها الناس إنما صنعتُ هذا


(١) هذا الباب قد طبع بتحقيق الشيخ عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن حمود المشيقح. وهو المراد بالمطبوع في تعليقات هذا الجزء.
(٢) ذكر ناسخ الأصل أن فيه «تبعهم»، ولعله: بعثهم. وهو كما قال.
(٣) تقدم تخريجه.