للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويستحَبُّ أن يتقدَّم في أوقات الصلوات إلى مقدَّم المسجد، لأنَّ السنَّة أن يكمل الصف الأول فالأول. ولا بأس في ذلك في كلِّ وقت.

فأمَّا وقت السحر فقد روي عن أبي النعمان قال: حججتُ في خلافة عمر - رضي الله عنه -، فقدمتُ المدينة، فدخلتُ مسجدَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فتقدَّمتُ إلى مقدَّم المسجد أصلِّي، إذ دخل عمر - رضي الله عنه -، فرآني، فأخذ برأسي، وجعل يضرب به الحائط، ويقول: ألم أنهكم أن تقدَّموا في مقدَّم المسجد بالسحر؟ إنَّ له عوامر (١).

وعن عبد الله بن عامر (٢) قال: دخل حابس بن سعد الطائي المسجدَ من السحر، وكانت له صحبة، فإذا أناسٌ في صدر المسجد يصلُّون، فقال: أرعِبُوهم، فمن أرعبَهم فقد أطاع الله ورسوله (٣). قال جرير بن عثمان: كنَّا نسمع أنَّ الملائكة تكون قبل الصبح في الصف الأول. رواهما جعفر الفريابي (٤).

قال القاضي: وهذا يدل على كراهة التقدُّم في صدر المسجد وقت السحر (٥).


(١) لم أجد من أخرجه.
(٢) كذا في الأصل والمطبوع، وكذا في بعض نسخ «المسند»، والصواب: «عبد الله بن غابر». انظر حاشية محققي «مسند أحمد» طبعة الرسالة (٢٨/ ١٧٦).
(٣) أخرجه أحمد (١٦٩٧٢، ١٧٠٠٢).
(٤) في «كتاب الصلاة» كما ذكر ابن رجب في «فتح الباري» (٤/ ٦٦) عن أثر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
(٥) نقله ابن رجب في كتابه المذكور.