للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك لما روي عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه رأى رجالًا قد أسندوا ظهورَهم بين أذان الفجر والإقامة إلى القبلة، فقال عبد الله: لا تحولوا بين الملائكة وبين صلاتهم (١). وفي لفظ: تحوَّلوا عن القبلة، لا تحولوا بين الملائكة وبينها، فإنَّ هذه (٢) الركعتين تطوع (٣). وقال إبراهيم: كانوا يكرهون أن يتساندوا إلى القبلة قبل صلاة الفجر. رواهن النجَّاد (٤).

وعن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: نهى أن تستدبر القبلة في مواقيت الصلاة. رواه أبو حفص (٥).

ولأنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن التشبيك في المسجد، وعلَّله بأنَّ العبد في صلاةٍ ما دام ينتظر الصلاة، فكُرِه لمن ينتظر الصلاة ما يُكرَه للمصلِّي، إلا ما تدعو إليه الحاجة.

ولأنه في مواقيت الصلاة يدخل (٦) الناس إلى المسجد، ففي استدبار القبلة استقبال للمصلِّي من الملائكة (٧)، وذلك مكروه كراهية شديدة وإلى هذا المعنى أومأ عبد الله بن مسعود.


(١) أخرجه عبد الرزاق (٤٧٩٨)، وابن أبي شيبة (٦٤٩٨).
(٢) كذا في الأصل والمطبوع.
(٣) لم أجد من أخرجه.
(٤) وقد نقل أثري ابن مسعود والنخعي: ابن رجب في «فتح الباري» (٤/ ٦٦).
(٥) المصدر السابق.
(٦) في الأصل: «يدخلون»، ولعله تحريف سماعي لأجل وصل اللام المضمومة بنون «الناس». والمثبت من المطبوع.
(٧) كذا في الأصل والمطبوع، ولعل الصواب: «من الملائكة وغيرهم».