للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

احتاط بالصوم في أول الشهر أن يبني على ذلك في آخره فيفطر يومًا من رمضان، وأمَرَه أن يجعل احتياطه في الطرفين.

وعن الزهري، عن سالم قال: «كان أبي إذا أشكل عليه شأنُ الهلال تقدم قبله بصيام يوم» (١). وقد تقدم روايةُ نافع عنه بالفَصْل بين الصحو والغيم.

و [عن] معاوية بن صالح، عن أبي مريم قال: سمعت أبا هريرة يقول: «لأن أتعجّل في صيام رمضان بيوم أحبّ إليَّ [من] أن أتأخّر، لأني إذا تعجَّلت لم يَفُتْني، وإذا تأخرت فاتني». وفي لفظ آخر: «تقدّم رمضان بيوم من شعبان أحبُّ إليَّ من أن أفطر يومًا من رمضان» (٢).

وعن عبد الله بن هُبَيرة، عن عَمرو بن العاص: أنه كان يصوم [اليومَ] (٣) الذي يُشكّ فيه من شهر رمضان (٤).

وعن مكحول وابن حَلْبَس (٥): أن معاوية بن أبي سفيان كان يقول: «إن رمضان يوم كذا وكذا، ونحن متقدّمون، فمن أحبَّ أن يتقدّم فليتقدّم، ولَأَنْ


(١) أخرجه الشافعي في «اختلاف الحديث» (١٠/ ٢٤٨ - ٢٤٩ ضمن الأم)، وابن ماجه (١٦٥٤)، وأبو يعلى (٥٤٤٨، ٥٤٥٢) بنحوه.
(٢) أخرجه أحمد في مسائل ابن زياد ــ كما في «درء اللوم» (ص ٥٥) ــ باللفظ الأول، والبيهقي في «الكبرى»: (٤/ ٢١١) بنحو اللفظ الثاني، ورجال إسناده ثقات. وما بين المعكوفين سقط من النسختين والاستدراك من المصادر.
(٣) سقطت من النسختين.
(٤) أخرجه أحمد في مسائل ابن زياد ــ كما في «درء اللوم» (ص ٥٥) ــ، وفي سنده ابن لهيعة، وهو أيضًا منقطع بين ابن هبيرة وعَمرو.
(٥) تحرفت في النسختين إلى «حابس».