للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل (١)

ولا يطهر شيء من النجاسات بالمسح ولا يعفى عنه إلا أسفل الخفّ والحذاء، فإنه يجزئ دلكه بالأرض في إحدى الروايات. وفي الأخرى: لا يجزئ كسائر الملبوسات. والثالثة: يجزئ في غير الغائط والبول لغلظهما.

ووجه الأولى ــ وهي أصح (٢) ــ قوله: "إذا وطئ أحدكم بنعله الأذى فإنَّ التراب له طهور" رواه أبو داود (٣).

ولأنه محلٌّ يتكرر إصابة النجاسة له، فأجزأ فيه المسح كالسبيلين. وكذلك خُرِّج في طهارتهما وطهارة السبيلين بالاستجمار وجهان.

وذيول الثياب يتوجَّه فيها الجواز (٤) لحديث أم سلمة (٥).


(١) في الأصل: "مسألة"، ولعله سهو من الناسخ، فإن المصنف عقد المسائل على المتن.
(٢) انظر: "مجموع الفتاوى" (٢١/ ٤٨٠) و"اختيارات" ابن عبد الهادي (رقم ٢٩) وابن اللحام (ص ٢٣).
(٣) برقم (٣٨٥، ٣٨٦) من طريقين عن الأوزاعي ــ صرح الأوزاعي في إحداهما بالواسطة ولم يصرح في الأخرى ــ عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
وصححه ابن خزيمة (٢٩٢)، وابن حبان (١٤٠٣، ١٤٠٤)، وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (١٣/ ١٠٧): "حديث مضطرب الإسناد لا يثبت، اختلف في إسناده على الأوزاعي وعلى سعيد بن أبي سعيد اختلافًا يسقط الاحتجاج به"، وكذا أعله البزار في "البحر الزخار" (١٥/ ١٣١ - ١٣٢)، والدارقطني في "العلل" (٨/ ١٥٩ - ١٦٠).
وللحديث شواهد تقويه من حديث عائشة وأنس وأبي سعيد، انظر: "الخلافيات" للبيهقي (١/ ١٣٧ - ١٤١)، "البدر المنير" (٤/ ١٢٧ - ١٣٣).
(٤) في الأصل: "المنع"، والتصحيح من المطبوع. وهو اختيار المصنف. انظر: "مجموع الفتاوى" (٢٢/ ١٢١) و"اختيارات" ابن اللحام (ص ٢٣).
(٥) وهو حديث أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أنها سألت أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني امرأة أطيل ذيلي، وأمشي في المكان القذر؟ قالت أم سلمة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يطهره ما بعده"، أخرجه مالك "الموطأ برواية يحيى" (٤٩)، ومن طريقه: أبو داود (٣٨٣)، والترمذي (١٤٣)، وابن ماجه (٥٣١).
ورجال إسناده ثقات، غير أم ولد إبراهيم فهي مجهولة، وبها أُعِل الحديث، قال العقيلي في "الضعفاء" (٢/ ٦٥٣): "إسناد صالح جيد"، وضعفه الخطابي والمنذري "مختصر سنن أبي داود وبهامشه معالم السنن" (١/ ٢٢٧)، وللحديث شاهد جيد من حديث امرأة من بني عبد الأشهل، وآخر ضعيف من حديث أبي هريرة - رضي الله عنهما -.
انظر: "الإعلام بسنته عليه السلام" (١/ ١٧٨ - ١٨٢)، "صحيح أبي داود: الكتاب الأم" (٢/ ٢٣٤ - ٢٣٨).