للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كَرَّتَيْنِ} [الملك: ٤]، وكقول حذيفة: وجعل يقول بين السجدتين: «ربِّ اغفرْ لي، ربِّ اغفرْ لي»، ويقول في الاعتدال: «لربي الحمد، لربي الحمد» (١)، يريد بذلك أنه يكرّر هذا اللفظ. هذا قول الخليل وأكثر النحاة.

وزعم يونس (٢) أنها كلمة واحدة ليست مثنَّاة، وأن الياء فيها أصلية بدليل قولهم: لبَّى يُلبِّي.

والأجود في اشتقاقها: أن جِماع هذه المادة هو العطف على الشيء والإقبال إليه والتوجُّه نحوه، ومنه اللَّبْلاب، وهو نبت يلتوي على الشجر (٣)، واللبلبة: الرقَّة على الولد، ولبلَبَتِ (٤) الشاةُ على ولدها إذا لحَسَتْه وأشبلَتْ (٥) عليه حين تضعه، ومنه لبَّ بالمكان وألبَّ به إذا لزمه لإقباله عليه، ورجلٌ لَبٌّ ولبيبٌ أي لازمٌ للأمر، ويقال: رجل لَبٌّ طَبٌّ. قال (٦):

لبًّا بأعجازِ المطيِّ لاحقَا


(١) أخرجه أحمد (٢٣٣٧٥)، وأبو داود (٨٧٤)، والنسائي (١٠٦٩، ١١٤٥)، وابن ماجه (٨٩٧) مختصرًا، وغيرهم. وأصله في «صحيح مسلم» (٧٧٢) دون موضع الشاهد. وانظر «إرواء الغليل» للألباني (٣٣٥).
(٢) كما في «الصحاح» (لبي).
(٣) ق: «الشجرة».
(٤) س: «لبلب». ق: «لبلبة». والتصويب من «الصحاح».
(٥) في النسختين: «أسبلت». وفي المطبوع: «أسلبت». وكلُّه تصحيف. والمعنى: عطفتْ عليه.
(٦) الرجز بلا نسبة في «تهذيب اللغة» (١/ ١٨٤) و «لسان العرب» (لبب، زعق).