للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال (١):

فقلتُ لها (٢) فِيئي إليكِ فإنني ... حرامٌ وإني بعدَ ذاك لبيبُ

وامرأةٌ لبَّة، قال أبو عبيد (٣): أي قريبة من الناس لطيفة، ومنه اللبَّة وهي المنحر، واللّبَب (٤) وهو موضع القلادة من الصدر من كل شيء، وهو ما يُشَدُّ أيضًا على صدر الناقة أو الدابة يمنع الرحل من الاستئخار. سمِّي مقدَّمُ الحيوان لببًا ولبةً لأنه أول ما يُقبِل به ويتوجه. ثم قيل: لبَّبتُ الرجل تلبيبًا إذا جمعتَ ثيابه عند صدره ونحره في الخصومة ثم جررتَه؛ لأن انقياده واستجابته يكون بهذا الفعل. وقد تلبَّب إذا انقاد.

وسمي العقل لُبًّا لأنه الذي يعلم الحق فيتبعه، فلا يكون للرجل لبٌّ حتى يستجيب للحق ويتبعه، وإلا فلو عرفه وعصاه لم يكن ذا لُبٍّ، وصاحبه لبيب.

ويقال: بنات أَلْبُب: عروق في القلب تكون منها الرقّة.

وقيل [ق ٢٢٣] لأعرابية تُعاقِب ابنًا لها: ما لكِ لا تَدْعِين عليه؟ قالت (٥):

تَأْبَى له ذاك (٦) بناتُ ألْبُبي


(١) البيت لعقبة بن كعب بن زهير من قصيدة له في «أمالي ابن دريد» (ص ١٠٢) وهو له في «أمالي القالي» (٢/ ١٧١) و «لسان العرب» (لبب) وغيرهما.
(٢) «لها» ساقطة من س.
(٣) كما في «الصحاح» (لبب).
(٤) ق: «واللب».
(٥) الرجز مع الخبر في «خزانة الأدب» (٣/ ٢٩٢).
(٦) س: «ذلك». ولا يستقيم به الوزن.