للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الماء الراكد. ولأن القليل الواقف إنما ينجس ــ والله أعلم ــ لضعفه عن استهلاك النجاسة، والجاري بقوة (١) جريانه يحيلها ويدفعها إذا ورد عليها، فكان كالكثير.

مسألة (٢): (والقلّتان: ما قارب مائة وثمانية أرطال بالدمشقي).

القلّة (٣): هي الحُبّ والخابية (٤)، سمِّيت بذلك لأنها تُقَلُّ باليد. والتقدير بقلال هَجَر. هكذا رواه الشافعي والدارقطني [٥/ب] في حديث مرسل: "إذا بلغ الماء قلَّتين بقِلال هَجَر" (٥).


(١) قراءة المطبوع: "لقوة".
(٢) "المستوعب" (١/ ٥٢ - ٥٣)، "المغني" (١/ ٣٦، ٥١ - ٥٢)، "الشرح الكبير" (١/ ١٢٠ - ١٢٢، ١١١ - ١١٥)، "الفروع" (١/ ٨٧ - ٨٩).
(٣) في المطبوع أنه "مضاف إلى الأصل"، والواقع أنه في صلب المتن.
(٤) الحُبّ بالحاء المهملة: الجرَّة الضخمة. فارسي معرَّب. انظر "المعرَّب" للجواليقي (ص ٢٦٧) والخابية بمعناها.
(٥) "الأم" (٢/ ١٠)، والدارقطني (١/ ٢٤) من طريق ابن جريج، أخبرنى محمد بن يحيى، أن يحيى بن عقيل أخبره، أن يحيى بن يعمر أخبره أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان الماء قلتين لم يحمل نجسًا ولا بأسًا"، فقلت ليحيى بن عقيل: قلال هجر؟ قال: قلال هجر. والنص على قلال هجر إنما وقع من كلام يحيى لا من كلامه - صلى الله عليه وسلم -، وقد أُعِلّ الحديث بالاختلاف والجهالة والإرسال، انظر: "البدر المنير" (١/ ٤١٣ - ٤١٦)، "التلخيص الحبير" (١/ ١٨ - ١٩).

وللتحديد بقلال هجر شاهد منكر مرفوع من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -، أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٨/ ٨٢)، ونفى أن يكون التحديد بقلال هجر محفوظًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذا الدارقطني في "العلل" (١٢/ ٣٧٣).