للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التسبيح في الركوع والسجود على قول العبد: لك سجدت, وعلى الدعاء.

السابع: أن ما سواه فيه طول ينافي ما يشرع في المكتوبة من التخفيف. وكذلك من يختاره من العلماء لا يختار جميعَه. فكأن الذكر المعمول بجميعه أولى (١) من الذكر المعمول ببعضه. ولهذا والله أعلم كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما يقول غالبًا في قيام الليل لطوله.

الثامن: أنه قد ثبت أن هذا مسنون في المكتوبة, وغيرُه مما يختاره بعض العلماء إنما روي أنه كان في النافلة.

والأفضل أن يقول «ولا إلهَ» بفتح الهاء. وإن قالها بالضم والتنوين جاز. قال ابن عقيل: وهو أفضل، لأن التنوين حرفان يعيد (٢) في الصلاة (٣). والمذهب أن الفتح أفضل، لأنه هو اللغة الغالبة التي يُقرَأ بها, وإن ضمَّها ففيه خلاف من النحاة العامة (٤). وكذلك جاءت ألفاظ الأذان وغيره في قولنا: لا إله إلا الله. ولأنَّ معناها أكمل وأتم، لأنها [ ... ] (٥).

وأما سائر أنواع الاستفتاح, فمنها: ما روى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كبَّر في الصلاة سكت هنيئةً قبل أن يقرأ, فقلت: يا رسول الله, أرأيتَ سكوتك بين التكبير والقراءة, ما تقول؟ قال: «أقول: اللهم باعِدْ بيني وبين خطايايَ كما باعدتَ بين المشرق والمغرب. اللهم نقِّني من


(١) تكررت «أولى» في الأصل.
(٢) كذا في الأصل. والتنوين حرف واحد.
(٣) انظر: «الفروع» (٢/ ١٦٩).
(٤) كذا في الأصل.
(٥) في الأصل بياض بقدر كلمة.