للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«فاسعَوا» لسعَيتُ حتى يسقط ردائي (١). فقد اتفقوا على أنه ليس المراد بالعَدْو، ولكن من فهم من «السعي» أنه العَدْو ــ كما في الحديث ــ اختار الحرف الآخر. وأمَّا حرف العامَّة فقد تبيَّن معناه.

وإنما استحببنا المقاربة بين الخُطَى لما روى أبو هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا تطهَّر الرجل ثم خرج إلى المسجد، لا يُخرجه إلا الصلاة، لم يخطُ خطوةً إلا رُفِعت له بها درجة، وحُطَّت عنه بها خطيئة» متفق عليه (٢).

وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال [ص ٢٣٦]: «إذا تطهَّر الرجلُ ثم أتى المسجدَ يرعى الصلاةَ كَتَب له كاتباه بكلِّ خطوة يخطوها إلى المسجد عشرَ حسنات. والقاعد يرعَى الصلاةَ كالقانت، ويُكتَب من المصلِّين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه» رواه أحمد (٣).

وعن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: أقيمت الصلاة، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) لم أقف عليه بهذا السياق، وأخرج عبد الرزاق (٥٣٥٠)، وابن أبي شيبة (٥٦٠٥)، عن ابن عمر أنه قال: «لقد توفي عمر وما يقرأ هذه الآية التي في سورة الجمعة إلا فامضوا إلى ذكر الله»، وأخرجها بمثل سياق الشارح من قول عبد الله بن مسعود: عبد الرزاق (٥٣٤٩)، وابن أبي شيبة (٥٦٠٤)، وابن جرير في «جامع البيان» (٢٢/ ٦٣٩).
(٢) البخاري (٦٤٧) ومسلم (٦٤٩).
(٣) برقم (١٧٤٤٠).
وصححه ابن خزيمة (١٤٩٢)، وابن حبان (٢٠٤٥)، والحاكم (١/ ٣٣١).