للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عامتها إنما كان يستفتح بها (١) النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الليل في النوافل, فبأيها استفتح فحسن.

وإنما استحببنا هذا الاستفتاح على غيره لوجوه (٢):

أحدها: أنه روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه. فروى أبو سعيد الخدري قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح الصلاة قال: «سبحانك اللهم وبحمدك, وتبارك اسمك, وتعالى جدُّك, ولا إله غيرك» رواه الخمسة (٣).

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح الصلاة قال: «سبحانك اللهم وبحمدك, وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك, ولا إله غيرك»


(١) في الأصل والمطبوع: «به».
(٢) لم يذكر هنا إلا وجهين، غير أنه ذكر بعدهما ثمانية وجوه لاعتماد أحمد عليه.
(٣) أحمد (١١٤٧٣)، وأبو داود (٧٧٥)، والترمذي (٢٤٢)، والنسائي (٨٩٩)، وابن ماجه (٨٠٤)، من طرق عن جعفر بن سليمان، عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري به.
حديث معلول، تفرد به جعفر وهو مختلف فيه، واضطرب في إسناده، وكذا شيخه قد اختلف فيه أيضًا، قال الترمذي: «قد تكلم في إسناد حديث أبي سعيد، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي الرفاعي، وقال أحمد: لا يصح هذا الحديث». وأعله أبو داود عقب إخراجه إياه بالإرسال، وقال ابن خزيمة (٤٦٧): «لا نعلم في هذا خبرًا ثابتًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عند أهل المعرفة بالحديث».
وفي الباب عن جماعة من الصحابة ــ سيورد الشارح بعضها ــ لا تخلوا من علة، أعلها أحمد وطائفة، وأصح ما جاء فيه حديث عمر الموقوف عند ابن أبي شيبة (٢٤٠٤) وغيره.
انظر: «التحقيق» (١/ ٣٤٠)، «فتح الباري» لابن رجب (٤/ ٣٤٦)، «البدر المنير» (٣/ ٥٣٨).