للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك ببعضه لقال: «وستًّا من أول شوال أو من آخر شوال».

وإتباعه بستٍّ من شوال يحصل بفعلها من أوله وآخره؛ لأنه لابدّ من الفصل بينها وبين رمضان بيوم الفطر، وهو من شوّال، فعلم أنه لم يُرِد بالإتباع أن تكون متصلة برمضان (١)، ولأن تقديمها أرجح من جهة (٢) كونه أقرب وأشدّ اتصالًا، وتأخيرها أرجح لكونه لا يُلْحَق برمضان ما ليس منه، أو يجعل عيد ثان كما يفعله بعض الناس، فاعتدلا (٣).

مسألة (٤): (وصومُ (٥) عاشوراء كفَّارة سنة، وعَرَفة كفَّارة سنتين).

الأصل في ذلك ما روى عبد الله بن معبد الزِّمَّاني، عن أبي قَتادة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صومُ عرفةَ يكفِّر سنتين، ماضية ومستقبلة، وصومُ عاشوراء يكفِّر سنة ماضية» رواه الجماعة إلا البخاري وأبا داود (٦).

وفي لفظ: «أن رجلًا أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كيف تصوم؟ فغضب


(١) بعده بياض في س.
(٢) «من جهة» سقطت من ق.
(٣) بعده بياض في س.
(٤) ينظر «المستوعب»: (١/ ٤٢٦)، و «المغني»: (٤/ ٤٤٠ - ٤٤٢)، و «الفروع»: (٥/ ٨٩ - ٩٢)، و «الإنصاف»: (٧/ ٥٢١ - ٥٢٣).
(٥) س: «وصيام يوم».
(٦) أخرجه أحمد (٢٢٦٢١، ٢٢٦٥٠)، ومسلم (١١٦٢)، وأبو داود (٢٤٢٥)، والترمذي (٧٤٩)، والنسائي (٢٣٨٧)، وابن ماجه (١٧٣٠). والحديث عند أبي داود لا كما قال المؤلف، واستثنى في «المنتقى» (٢٠١٠) الترمذيَّ وهو فيه أيضًا!