للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ق ٣٤٩] وعن نافع أن ابن عمر كان يحرِّك راحلته في بطن محسِّرٍ قَدْرَ رَميةٍ بحجر. رواه مالك عنه (١).

مسألة (٢): (حتى يأتي منًى فيبدأ بجمرة العقبة، فيرميها بسبع حصيات كحصى الخَذْف، يكبّر مع كل حصاة، ويرفع يده في الرمي، ويقطع التلبية مع ابتداء الرمي، ويستبطن الوادي، ويستقبل القبلة، ولا يقف عندها).

في هذا الكلام فصول:

أحدها

أن أول شيء يصنعه إذا قدِم منى أن يؤمَّ جمرة العقبة، وهي آخر الجمرات أقصاهن من منى وأدناهن إلى مكة، وهي الجمرة الكبرى (٣)، وهي الجمرة الآخرة، وقد تُسمَّى الجمرة القصوى باعتبار من يؤمُّها من منى، وربما سمِّيت .... (٤) وسمِّيت جمرة العقبة لأنها في عقبة مأزم منى، وخلفها من ناحية الشام وادٍ فيه بايع الأنصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيعة العقبة، وقد بُني هناك مسجد. فيبدأ برمي هذه الجمرة قبل كل شيء كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قال أصحابنا: رميها تحيةُ منى، كما أن الطواف تحية البيت، وكما أن


(١) في «الموطأ» (١/ ٣٩٢).
(٢) انظر «المستوعب» (١/ ٥١٠) و «المغني» (٥/ ٢٩١) و «الشرح الكبير» (٩/ ١٩٠) و «الفروع» (٦/ ٥٣، ٥٤).
(٣) «وهي الجمرة الكبرى» ساقطة من المطبوع.
(٤) بياض في النسختين.