للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطيالسي، عن جعفر بن عثمان المخزومي قال: رأيتُ محمد بن عبّاد بن جعفر قبَّل الحجر، وسجد عليه، وقال: رأيتُ خالي ابن عباس يُقبِّل الحجر ويسجد عليه، وقال: رأيتُ عمر يقبِّل الحجر ويسجد عليه، وقال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله.

وحديث عمر ــ الذي تقدم في «صحيح مسلم» أنه قبَّل الحجر والتزمه، وقال: «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بك حفيًّا» ــ يؤيِّد هذا.

وروى الأزرقي (١) أن طاوسًا أتى الركنَ فقبَّله ثلاثًا، ثم سجد عليه، وقال: قال عمر بن الخطاب: إنك حجر، ولولا أني رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبِّلك ما قبَّلتك.

وهل يستلم الركن غير الحجر؟ ... (٢).

وأما الذكر الذي يقال عنده، فقد تقدم حديث ابن عباس الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان كلَّما أتى الركنَ أشار إليه بشيء في يده وكبَّر. وقال لعمر: «استقبِلْه وهلِّل وكبر»، وفي لفظ: «كبِّر وامْضِ». فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتكبير والتهليل، وهذا هو المنصوص عن أحمد.


(١) (١/ ٣٣٠). وأخرجه أيضًا عبد الرزاق (٨٩١٣) وابن أبي شيبة (١٤٩٧٤، ١٤٩٧٦، ١٤٩٧٩) بنحوه. ورواية طاوس عن عمر وإن كانت مرسلة إلا أن قول عمر ثابت في «الصحيحين» وغيره، وقد سبق.
(٢) بياض في النسختين، وانظر المسألة في «التعليقة» (١/ ٤٩٤).