للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا أصحُّ لما روي عن عمر بن الخطاب أن النبي (١) - صلى الله عليه وسلم - قال له: «يا عمر، إنك رجل قوي، لا تُزاحِمْ على الحجرِ فتؤذي الضعيف، إن وجدتَ خَلْوةً (٢) فاستلمْه، وإلا فاستقبِلْه وهَلِّلْ وكَبِّر». رواه أحمد (٣).

وروى الأزرقي في «أخبار مكة» (٤) عن جدّه، عن ابن عيينة، عن أبي يعفور العبدي قال: سمعتُ رجلًا من خُزاعةَ كان أميرًا على مكة مُنصَرَفَ الحاجِّ عن مكة، يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعمر بن الخطاب: «يا عمر، إنك رجل قويٌّ، وإنك تؤذي الضعيف، فإذا وجدتَ خَلاءً (٥) فاستلِمْه، وإلا فامضِ وكبِّر». هذا معنى المنصوص عن أحمد.

وعن هشام بن عروة أن عمر - رضي الله عنه - كان يستلمه إذا وجد فجوةً، فإذا


(١) في النسختين: «رسول الله». والمثبت من هامشهما بعلامة ص. وهو الموافق لما في «المسند».
(٢) في النسختين: «فرجة». والمثبت من هاشمهما بعلامة ص. وهو الموافق لما في «المسند» و «الفروع».
(٣) رقم (١٩٠) من طريق سفيان الثوري، عن أبي يعفور العبدي، قال: «سمعت شيخًا بمكة في إمارة الحجَّاج يحدث عن عمر ... ». والشيخ المبهَم هو عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي، كما أسند ذلك البيهقي في «معرفة السنن» (٧/ ٢١٩ - ٢٢٠) من طريق الشافعي عن سفيان بن عيينة. وهو وإن لم يوثقه غير ابن حبان، ولكنه تابعي كبير من أولاد الصحابة. فالإسناد حسن إن شاء الله.
(٤) (١/ ٣٣٣ - ٣٣٤) وهذا صورته صورة المرسل، ولكن سبق في الرواية السابقة من طريق الثوري عن أبي يعفور أنه سمع شيخًا بمكة «يحدّث عن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم -».
(٥) في المطبوع: «خلا» خلاف ما في النسختين. وفي أخبار مكة: «خلوة».