للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن أبي موسى أنه صلَّى بحمص في كنيسة تُدعى كنيسةَ يُحَنَّا (١)، ثم خطبهم، ثم قال: أيها الناس إنكم في زمانٍ لعامل الله فيه أجر واحد، وإنكم سيكون بعدكم زمانٌ يكون لعامل الله فيه أجران (٢).

وعن أبي راشد التنوخي قال: صلَّى المسلمون حين فتح حمص في كنيسة النصارى حتى بنوا المسجد.

رواهن سعيد (٣).

ولم يبلغنا عن صحابي خلافُ ذلك مع أنَّ هذه الأقوال والأفعال في مظنة الشهرة. ولأنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «جُعِلت لي الأرض مسجدًا» (٤) ولم يستثن البِيَع والكنائس فيما استثناه. ولأنَّ الكفار لو استولوا على مساجد الله واتخذوها معابد لدينهم الذي لم يأذن به الله لم تُكرَه الصلاة فيها لذلك.

فأما إن كان فيها صور، فمن أصحابنا من لم يكره الصلاة فيها أيضًا. قال: لأنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لما كان يوم الفتح دخل إلى البيت، فصلَّى فيه، وكانت فيه تماثيل (٥). والمذهب الذي نصَّ عليه عامَّة الأصحاب: كراهة الصلاة، بل كراهة الدخول إلى كلِّ موضع فيه تصاوير، فالصلاة فيه أشدُّ كراهةً من دخوله.


(١) في المطبوع: «حنا»، والمثبت من الأصل. وفي «حلية الأولياء» (١/ ٢٦٣): «يُوحَنّا». وهما واحد. وقد ذكرت الكنيسة في أخبار حمص. انظر «فتوح البلدان» (ص ١٣٢).
(٢) أخرجه ابن المنذر في «الأوسط» (٢/ ١٩٤)، وابن أبي شيبة (٤٩٠٦) مختصرًا.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) تقدم تخريجه.
(٥) تقدم تخريجه.