للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن أبي السَّمْح خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يُغسَل من بول الجارية ويُرَشُّ من بول الغلام" رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه (١).

وقد قيل: إن الغلام يبول دائمًا (٢) مستلقيًا على ظهره، فتنتشر (٣) نجاسته، فتعظم المشقَّة بغسلها. فإذا أكل الطعام قويَ واشتدَّ ظهرُه، فقعد، فيقِلُّ انتشارُ نجاسته. والجارية لا يجاوز بولُها محلَّها. وقيل أشياء أخر، منها: أن [١٨/أ] الغلام يُحمَل على الأيدي عادةً بخلاف الجارية. ومنها: أن مزاجه حارّ، فبوله رقيق، بخلاف الأنثى فإنّها شديدة الرطوبة.

والنضح: أن يعمَّ الماء النجاسة وإن لم يَجْرِ عنها.


(١) أبو داود (٣٧٦)، والنسائي (٣٠٤)، وابن ماجه (٥٢٦) مطولاً ومختصرًا بألفاظ متقاربة من طرق عن يحيى بن الوليد، عن مُحِلّ بن خليفة، عن أبي السمح - رضي الله عنه -.
وحسنه البخاري كما في "البدر المنير" (١/ ٥٣٢)، وصححه ابن خزيمة (٢٨٣)، والحاكم (١/ ١٦٦)، وأعله ابن عبد البر بالمُحِلّ، وقال: "هو حديث لا تقوم به حجة" "التمهيد" (٩/ ١١٢).

وفي الباب عن لبابة بنت الحارث وأنس وغيرهما، انظر: "التحقيق" (١/ ٩٩ - ١٠٢)، "الإمام" (٣/ ٣٩١ - ٤٠٢).
(٢) في المطبوع: "زَرْنَقًا" مضبوطًا، ولم أجد لها معنًى. والكلمة غير منقوطة في الأصل، والظاهر أنها تحريف ما أثبتُّ. ثم قرأت في "المستوعب" (١/ ١٢١): "والغلام ... لا يزال مُحْبَنْطِئًا دائمًا ... ". والمحبنطئ: اللازق بالأرض، المتمدِّد. ولا يخفى تقارب النصَّين.
(٣) قراءة المطبوع: "فينشر".