للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للعبد اثنتين ونصفًا.

الرابع: أنه قال في آخره: «فهؤلاء لعبدي». وهذا (١) صيغة جمع, إنما يشار به إلى ثلاثة آيات. ولو لم يكن (٢) {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} رأس آية لقال: «فهاتان». والإشارة إنما هي إلى الآي (٣) دون الكلمات والحروف, كما قال: «فهذه الآية بيني وبين عبدي نصفين, ولعبدي ما سأل».

وأيضًا حديث أبي بن (٤) كعب (٥)

وحديث أبي سعيد بن المعلَّى (٦) وحديث ابن جابر (٧). ولأنها لو كانت من الفاتحة لكانت السنَّة الجهر بها,


(١) في المطبوع: «هذه»، والمثبت من الأصل.
(٢) في المطبوع: «تكن»، والمثبت من الأصل.
(٣) ذكر الناسخ أن في أصله: «اللاي».
(٤) نبَّه الناسخ على سقوط «بن» من أصله.
(٥) أخرج عبد الله في «زوائد المسند» (٢١٠٩٤)، والترمذي (٣١٢٥)، والنسائي (٩١٤) ــ واللفظ له ــ أن أبي بن كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أنزل الله عز وجل في التوراة، ولا في الإنجيل مثل أم القرآن، وهي السبع المثاني، وهي مقسومة بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل».

وصححه ابن خزيمة (٥٠١)، وابن حبان (٧٧٥)، والحاكم (١/ ٥٥٨).
(٦) أخرجه البخاري (٤٤٧٤)، عن أبي سعيد بن المعلى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد»، ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
(٧) في الأصل: «وحديث الدجال». وهو تحريف غريب. وصوابه من المطبوع. وحديث ابن جابر أخرجه أحمد (١٧٥٩٧) ــ ومن طريقه أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (٣٥٩٦) ــ عن عبد الله بن جابر في قصة جاء في آخرها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: «ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن؟»، قلت: بلى يا رسول الله. قال: «اقرأ: الحمد لله رب العالمين حتى تختمها».
قال ابن كثير في «التفسير» (١/ ٢٣): «إسناده جيد»، وفي إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل متكلم فيه، غير أن لمتنه عدة شواهد تقدم ذكرها.