للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فانطلقت أمشي، وأنا أصلِّي، أومئ إيماءً نحوه. فلما دنوتُ منه قال لي: من أنت؟ قلت: رجل من العرب، بلغني عنك أنك تجمع لهذا الرجل، فجئتك في ذلك. فقال: إنِّي لفي ذلك. فمشيتُ معه ساعة، حتَّى إذا أمكنني علوتُه بالسيف حتَّى برَد. رواه أحمد و أبو داود (١).

ولأنَّ العدو إذا فات فإنه يُخاف من غائلته ما يخاف من العدو الطالب. ولأنّ جهاد العدو فرض قد حضر، ومصلحته أعمُّ من مصلحة تكميل أركان الصلاة، فكان الاشتغال به أولى.

ذكر الأوزاعي أن شُرَحبيل بن حسَنة قال: لا تصلُّوا الصبح إلا على ظهر، فنزل الأشتر (٢)، فصلى على الأرض. فمرَّ به شرحبيل، فقال: مخالف (٣)، خالفَ الله به! قال: فخرج الأشتر في الفتنة (٤). وكان الأوزاعي يأخذ بهذا في طلب العدو (٥).


(١) أحمد (١٦٠٤٧) مطوّلًا، وأبو داود (١٢٤٩) واللفظ له، من طريق ابن عبد الله بن أنيس، عن أبيه.
وصححه ابن خزيمة (٩٨٢)، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٦/ ٢٠٦): «فيه راو لم يسمّ وهو ابن عبد الله بن أنيس، وبقية رجاله ثقات».
(٢) في الأصل: «الأسير»، وكذا فيما بعد، وهو تصحيف.
(٣) في الأصل: «يخالف»، تصحيف.
(٤) أي فتنة التأليب على عثمان. والقصة أخرجها ابن عساكر في «تاريخه» (٥٦/ ٣٨٠ - ٣٨١) بإسناد مسلسل بالدمشقيين الثقات إلى مكحول: أن شرحبيل ... إلخ بنحوه. وهو مرسل، فإن مكحولًا لم يُدرك شرحبيل بن حسنة - رضي الله عنه -.
(٥) انظر: «صحيح البخاري» (باب الصلاة عند مناهضة الحصون ولقاء العدو)، و «التمهيد» (١٥/ ٢٨٦)، و «المغني» (٢/ ٩٥).