للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن ابن عباس وأبي هريرة قالا: «لا بأس بقضاء رمضان متفرّقًا» (١).

وروى سعيد (٢) عن أنس بن مالك أنه سُئل عن قضاء رمضان؟ فقال: إنما قال الله: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، فإذا أحصى العدّة فلا بأس بالتفريق.

وعن مجاهد قال: «أمّا نحن أهل مكة فلا نرى بالتفريق بأسًا» (٣).

وهذه الآثار تعضد الأحاديثَ المتقدّمة وتجعلها حجّة عند مَن لا يقول بالمرسل المجرّد.

وقد رُوي عن سالم (٤)، عن ابن عمر أنه كان يقول: «صُمه كما أفطرتَه» (٥).

وعن ابن عباس: أنه كان لا يرى بالتفريق بأسًا، وكان ابن عمر يقول (٦):


(١). أخرجه عبد الرزاق (٧٦٦٤)، وابن أبي شيبة (٩٢٠٧)، والدارقطني (٢٣٢١)، وغيرهم بإسناد صحيح عن عطاء عنهما.
وروي نحوه عن ابن عباس من وجه آخر سيأتي قريبًا، وعن أبي هريرة من أوجه أخرى عند عبد الرزاق (٧٦٧٢، ٧٦٧٣) والدارقطني (٢٣٢٣، ٢٣٢٤).
(٢). ورواه أيضًا ابن أبي شيبة (٩٢٠٨) والطحاوي في «أحكام القرآن» (٨٣٨) والبيهقي: (٤/ ٢٥٨) بنحوه.
(٣). لم أقف عليه، وقد سبق عن مجاهد قوله من وجه آخر. وممن قال به مِن فقهاء التابعين مِن أهل مكة: عطاء بن أبي رباح. أخرجه ابن أبي شيبة عنه (٩٢١٤، ٩٢٣٩).
(٤). تحرّف في النسختين إلى: «سعيد»، والتصويب من المصادر.
(٥). أخرجه عبد الرزاق (٧٦٥٦، ٧٦٥٧) من طريق الزهري، عن سالم به.
(٦). سقطت من المطبوع.