للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال في رواية ابن إبراهيم (١): حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: «أفطرَ الحاجمُ والمحجوم»، يقولون: إنهما كانا يغتابان، فالغيبةُ أشدّ للصائم تفطره، الغيبة أجدر أن تفطّر الغيبةُ، ومَن يَسْلَم من الغيبة؟

وقال أيضًا في رواية عبد الله (٢): مِن أصحّ حديثٍ يُروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أفطرَ الحاجمُ والمحجومُ»: حديث شدّاد بن أوس وثوبان؛ لأن شيبان جمع الحديثين جميعًا.

فظاهر هذا أنه أخذ به، ولم يذكر الخِرَقي الحَجْمَ في المفطّرات ... (٣)

والأصل في ذلك ما روى أبو قِلابة، عن أبي الأشعث، عن شدّاد بن أوس: أنه مرَّ زمن الفتح على رجل يحتجم بالبقيع لثمان عشرة خلت من رمضان، فقال: «أفطرَ الحاجمُ والمحجوم» (٤) (٥).


(١). (١/ ١٣١). العبارة في «المسائل»: «يقولون: إنما كانا يغتابان ... الغيبة أحذر أن تفطّر .. »، وليس فيها «ومن يسلم من الغيبة». وسيأتي كلام الإمام بالسياق نفسه (ص ٣٥٠).
(٢). (٢/ ٦٢٦ - ٦٢٧).
(٣). بياض في النسختين.
(٤). أخرجه أحمد (١٧١١٢)، وأبو داود (٢٣٦٩)، وابن ماجه (١٦٨١)، وصححه ابن حبان (٣٥٣٤)، والحاكم: (١/ ٤٢٧). قال ابن عبد الهادي في «المحرر» (ص ٣٦٩): «صححه أيضًا أحمد وإسحاق وابن المديني وعثمان الدارمي وغيرهم». وينظر «العلل الكبير» (ص ١٢٢) للترمذي، و «نصب الراية»: (٢/ ٤٧٢ - ٤٧٣)، و «البدر المنير»: (٥/ ٢٧١ - ٢٧٣).
(٥). في هامش النسختين تعليق نصه: «زمن الفتح في هذا الوقت كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة، إلا أن يكون فتح الحديبية أو بعد الحديبية بسنة» هـ.