للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحتجَّ بالنهي لما روى عكرمة، عن أبي هريرة قال: «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم عَرَفة بعرفات» رواه الخمسة إلا الترمذي (١).

فقد احتجَّ به أحمد؛ لأن الصوم يُضْعِفه عن الدعاء والذِّكْر الذي هو مقصود التعريف، ولأن الحاجَّ مسافر قد رُخِّص له في (٢) القصر والجمع ... (٣)، ولأن هذا اليوم يوم (٤) عيد في ذلك المكان.

وقد بيَّن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذلك فيما رواه عُقْبة بن عامر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يومُ عرفةَ ويومُ النحر وأيام التشريق عيدُنا أهل الإسلام، وهي أيّام أكل وشُرب» رواه الخمسة إلا ابن ماجه (٥)، وقال الترمذي: حسن صحيح.

فأما صومه للمتمتِّع الذي لا (٦) يجد الهَدْي آخر الثلاثة ... (٧)


(١) تقدم تخريجه (ص ٤٦٧).
(٢) سقطت من المطبوع.
(٣) بياض في النسختين.
(٤) سقطت من ق والمطبوع.
(٥) أخرجه أحمد (١٧٣٧٩، ١٧٣٨٣)، وأبو داود (٢٤١٩)، والترمذي (٧٧٣)، والنسائي (٣٠٠٤). والحديث صححه الترمذي، وابن خزيمة (٢١٠٠)، وابن حبان (٣٦٠٣)، والحاكم: (١/ ٤٣٣)، والألباني في «صحيح أبي داود - الأم»: (٧/ ١٧٨).
(٦) س: «لم».
(٧) بياض في س. قال في «المغني»: (٥/ ٣٦٠) في الكلام على وقت صيام الثلاثة الأيام للمتمتع إذا لم يجد الهدي: «فوقت الاختيار لها أن يصومها ما بين إحرامه بالحج ويوم عرفة، ويكون آخر الثلاثة يوم عرفة ... روي ذلك عن عطاء، والشعبي، ومجاهد، والحسن، والنخعي، وسعيد بن جبير، وعلقمة، وعمرو بن دينار، وأصحاب الرأي. وروى ابنُ عمر، وعائشة: أنه يصومهن ما بين إهلاله بالحج ويوم عرفة. وظاهر هذا أن يجعل آخرها يوم التروية. وهو قول الشافعي؛ لأن صوم يوم عرفة بعرفة غير مستحب. وكذلك ذكر القاضي في «المجرد». والمنصوص عن أحمد .. أنه يكون آخرها يوم عرفة، وهو قول من سمينا من العلماء، وإنما أحببنا له صوم يوم عرفة هاهنا، لموضع الحاجة».