للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر مالك في «الموطأ» (١): أنه سمع مَن يثق به يقول: «إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُرِي (٢) أعمارَ الناس قبله أو ما شاء الله ذلك، فكأنه تقاصرَ أعمارَ أمَّته، لا يبلغون من العمل الذي بلغ غيرُهم في طول العمر، فأعطاهم الله ليلةَ القدر خيرٌ من ألف شهر».

وعن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَن قامَ ليلةَ القَدْر إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه» رواه الجماعة إلا ابن ماجه (٣).

وهي باقية في رمضان إلى يوم القيامة في العشر الأواخر منه.

قال أبو عبد الله في رواية حنبل: ليلة القَدْر في العشر الأواخر من رمضان، وحديث ابن عمر هو أصحها، والرواية في ليلة القدر صحيحة: أنها في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر. واخْتُلف في ذلك، قالوا: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في سبعٍ بقين، وقالوا: في ثلاثٍ بقين (٤)، فهي


(١) (٨٩٦). وانظر «التمهيد»: (٢٤/ ٣٧٣).
(٢) س: «رأى».
(٣) أخرجه أحمد (٧٢٨٠)، والبخاري (١٩٠١، ٢٠١٤)، ومسلم (٧٦٠)، وأبو داود (١٣٧٢)، والترمذي (٦٨٣)، النسائي (٢٢٠٢).
(٤) ق: «يبقين» في الموضعين.