للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا كلُّه يدلّ على محافظته - صلى الله عليه وسلم - عليه (١).

وأجمع المسلمون على أنه قُرْبةٌ وعملٌ صالح.

وأيضًا، ففيه من القُرب والمُكْث في بيت الله، وحَبْس النفس على عبادة الله، وإخلاء (٢) القلب من الشواغل عن ذِكْر الله، والتخلِّي لأنواع العبادات المحضة من التفكُّر وذِكْر الله وقراءة القرآن والصلاة والدعاء والتوبة والاستغفار إلى غير ذلك من أنواع القُرَب.

وقد رُوي عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في المُعتَكِف: «هو يَعْكُف الذنوبَ، ويُجْرَى له من الحسنات كعامل الحسنات كلِّها» رواه ابن ماجه (٣).

وهو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن المعتكف قد حبس الذنوبَ ووَقَفَها وامتنع منها، فلا تخْلُص إليه، كما قال: «الصومُ جُنَّة» (٤). وقد تهيَّأ لجميع (٥) العبادات.

فإن قيل: هذا الحديث فيه فَرْقَد السَّبَخي، وقد تُكُلِّم فيه، ولهذا قال


(١) سقطت من المطبوع.
(٢) ق: «واختلاء».
(٣) (١٧٨١). وإسناده ضعيف، قال البوصيري في «مصباح الزجاجة»: (٢/ ٨٥): «هذا إسناد فيه فرقد بن يعقوب السبخي وهو ضعيف». وفيه أيضًا عَبيدة القمّي قال الحافظ: مجهول الحال. وينظر «البدر المنير»: (٥/ ٧٧٠).
(٤) أخرجه البخاري (٧٤٩٢).
(٥) ق: «بجميع».