للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن (١) رجل من الأنصار: أن رجلًا جاء يوم الفتح، فقال: يا نبيَّ الله، إني نذرتُ لَئِن فتح الله للنبيِّ والمؤمنين مكةَ لأصلينَّ في بيت المقْدِس، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «ههنا فَصَلّ». فقال الرجلُ قولَه هذا (٢) ثلاث مرات، كلُّ ذلك يقول النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «ههنا فَصَلّ». ثم قال في الرابعة مقالتَه هذه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اذهب فَصَلّ فيه، فوالذي بعث محمدًا بالحقِّ (٣)، لو صليتَ ههنا لقضى عنك (٤) ذلك كلَّ صلاةٍ في بيت المقْدِس» رواه أحمد (٥).

وإنما أمره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة في المسجد الحرام لفضله، وأن الصلاةَ فيه تقضي عنه الصلاةَ في بيت المقدس، كما بيَّن ذلك، وكما فهمه عنه أصحابُه.

فروى ابنُ عباس أن امرأةً شكت شكوى، فقالت: إن شفاني الله لأخرجنَّ فلأصلينَّ في بيت المقدس، فبَرَأتْ، ثم تجهَّزَتْ تريد الخروجَ،


(١) ق: «عن».
(٢) ليست في س.
(٣) ليست في س. وفيها: «محمدًا - صلى الله عليه وسلم -».
(٤) «عنك» ليست في ق.
(٥) (٢٣١٦٩، ٢٣١٧٠). وأخرجه أبو داود (٣٣٠٦). وسنده ضعيف فيه يوسف بن الحكم بن أبي سفيان، وحفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، قال عنهما ابن حجر «مقبول». وفيه أيضًا عَمرو بن حية، قال عنه الذهبي في «الميزان»: (٣/ ٢٥٦): «لا يعرف».