للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاجتمعوا إليه، فكان أول ما تكلم به (١) أن قال: ما بئست (٢)

اللات والعزى؟ قالوا: مَه يا ضِمام! اتَّقِ البرص، اتَّقِ الجُذام، اتّقِ الجنون، قال: ويلكم! إنهما والله ما يَضُرَّان وما ينفعان، وإن الله تعالى قد بعث رسولًا، وأنزل عليه كتابًا استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه. قال (٣): فوالله ما أمسَى ذلك اليومَ من حاضرته من رجلٍ ولا امرأةٍ إلا مسلمًا. قال ابن عباس: فما سمعنا بوافدٍ قطُّ كان أفضلَ من ضِمام بن ثعلبة. رواه أحمد وأبو داود من طريق ابن إسحاق (٤)، وهذا لفظ «المغازي» (٥).

واختُلف في سنة قدومه (٦). فقيل: كان ذلك في سنة خمس، قاله محمد بن حبيب وغيره (٧).


(١) «به» ساقطة من س.
(٢) كذا بزيادة «ما» في النسختين، وبحذفها في «سيرة ابن هشام» (٢/ ٥٧٤) و «مسند أحمد» (٢٣٨٠) و «سنن الدارمي» (٦٥٨) و «البداية والنهاية» (٧/ ٢٨٣) .. وفي هامش «السيرة»: كذا في شرح المواهب، وفي الأصول: «باست». أقول: فلعل «ما بئست» صوابها «بِاسْت»، وتكون سبًّا للات والعزّى.
(٣) «قال» ساقطة من ق.
(٤) أحمد (٢٢٥٤، ٢٣٨٠) وأبو داود (٤٨٧) والحاكم في «المستدرك» (٣/ ٥٤ - ٥٥) وقال: «وقد اتفق الشيخان على إخراج ورود ضمامٍ المدينةَ ولم يسق واحد منهما الحديث بطوله، وهذا صحيح». وقال الحافظ في «تغليق التعليق» (٢/ ٧١): «هو إسناد جيد لتصريح ابن إسحاق بسماعه له».
(٥) انظر «سيرة ابن هشام» (٢/ ٥٧٣ - ٥٧٥).
(٦) انظر «التمهيد» (١٦/ ١٦٧) و «فتح الباري» (١/ ١٥٢) و «الإصابة» (٥/ ٣٥٠).
(٧) مثل الواقدي، كما في «طبقات ابن سعد» (١/ ٢٥٩).