للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يكونوا ليُغْفِلوه (١) ويُهمِلوه، بل ظاهرُ حديث ابن عمر حين قال: «أهلَّ بهؤلاء الكلمات» وقوله: «فلما استوتْ به ناقتُه (٢) قائمةً قال: لبيك اللهم لبيك (٣)، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»، وكان ابن عمر يزيد فيها ما يزيد= كالنص في أنه إنما لبَّى بهذا واحدةً (٤). وقد قال: «أربعًا تلقَّفْتُهن (٥) من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» (٦).

أفتراه يعدُّ كلمات التلبية ولا يعدُّ مرَّاتِها؟ وذكرُ عددِها أهمُّ؛ لأنه لا يُعلم إلا بذكره، بخلاف كلمات التلبية (٧) فإن ذكرها يُغني عن عدّها، وكذلك المأثور عن السلف ليس فيه أمرٌ بتكرير؛ ولذلك أنكر أحمد هذا، وبيَّن أنه لا أصل له عن السلف، وقال: لا أدري من أين جاءوا به.

وأيضًا فإن كلمات التلبية مبنيَّة على تكرارها، فإنها متضمِّنة الثلاث مرات.

فإن كرَّرها ثلاثًا أو أكثر من ذلك على نسق واحد، فقال أبو الخطَّاب (٨) وطائفة معه: لا يُستحبُّ تكرارها [ق ٢٢٦] في حال واحدة.


(١) ق: «ليفعلوه».
(٢) س: «راحلته». والتصويب في هامشها.
(٣) «لبيك» ليست في س.
(٤) ق: «هذا واحدة». س: «بهذا وحده».
(٥) في النسختين: «تلقنتهن». والتصويب من «المسند» (٤٩٩٧). وقد سبق ذكره.
(٦) تقدم تخريجها جميعًا.
(٧) «إلا بذكره ... التلبية» ساقطة من س.
(٨) في «الهداية» (ص ١٧٦).