للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن إسحاق: حدثني ثقة (١) عن ابن المسيّب أنه قال: هذا عبد الله بن عباس يزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكح ميمونة وهو محرم، وكذبَ، وإنما قدِمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة، فكان الحلُّ والنكاح جميعًا، فشُبِّه ذلك على الناس (٢).

وهذا يدلُّ على أن من روى أنه تزوجها حلالًا اعتقد تأخُّر العقد عن الإحرام، وابن عباس أخبر بوقوعه قبل ذلك، فيكون هو الذي قد اطلع على ما خفي على غيره.

ويؤيد ذلك ما روى سُنَيد (٣) عن زيد (٤) بن الحباب عن أبي معشر عن شُرحبيل بن سعد قال: لقي العباس بن عبد المطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجحفة حين اعتمر عمرة القضية، فقال له العباس: يا رسول الله (٥) تأَيَّمتْ (٦) ميمونة


(١) في النسختين: «نفر». والتصويب من المصادر الآتية.
(٢) أخرجه البيهقي في «الدلائل» (٤/ ٣٣٦) عن ابن إسحاق به، إلا أن في المطبوع سقطًا أخل بالمعنى. وذكره ابن كثير في «البداية والنهاية» (٦/ ٣٩٠) عن يونس عن ابن إسحاق به، إلا أن بعض رواته كنى فيه عن قول ابن المسيب: «وكذب» بقوله: «فذكر كلمةً». ومقصود ابن المسيب بقوله: «كذب» أي أخطأ. وهو لغة أهل الحجاز.
(٣) ذكره عنه ابن عبد البر في «الاستيعاب» (٤/ ١٩١٧). ولا يصحّ لإرساله وضعف رواته.
(٤) «عن زيد» ساقطة من المطبوع.
(٥) «يا رسول الله» ليست في ق.
(٦) في هامش النسختين: «لعله بانت». ولا حاجة إلى هذا التصحيح، فالمثبت كذلك في «الاستيعاب». والمعنى: مات عنها زوجها أبو رُهم.