للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موسى (١): يستلمه بفيه إن أمكنه، وإن لم يمكنه فبيده ويقبِّلها، قال: ولا يقبِّل إلا الركنين اليمانيين؛ لما روي عن ابن عباس قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقبِّل الركن اليماني، ويضع خدَّه عليه». رواه الدارقطني (٢)، ورواه الأزرقي (٣) عن مجاهد مرسلًا، ومداره على عبد الله بن مسلم بن هرمز عن مجاهد.

وقال أبو الخطاب (٤): يستلمه ويقبِّل يده، لما روي عن عمر بن قيس، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استلم الحجر فقبَّله، واستلم الركن اليماني فقبَّل يده. رواه أبو بكر الشافعي في «الغيلانيات» (٥).

والأول أصحُّ؛ لأن الذين وصفوا حجَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعُمَرَه ذكروا أنه كان [ق ٣٣٠] يستلم الحجر ويقبِّله، وأنه كان يستلم الركن اليماني، ولم يذكروا تقبيلًا، ولو قبَّله لنقلوه، كما نقلوه في الركن الأسود، لا سيما مع قوة اعتنائهم بضبط ذلك، وهذا ابن عمر أتبعُ الناسِ لما فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجته لم يذكر إلا الاستلام.


(١) في «الإرشاد» (ص ١٥٨).
(٢) (٢/ ٢٩٠). ورواه أيضًا أبو يعلى (٢٦٠٥) والبيهقي (٥/ ٧٦) وغيرهما. وقال البيهقي: «تفرد به عبد الله بن مسلم بن هرمز، وهو ضعيف». وبنحوه قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٣/ ٢٤١).
(٣) في «أخبار مكة» (١/ ٣٣٧ - ٣٣٨).
(٤) في «الهداية» (ص ١٨٨).
(٥) رقم (٣٤٣) ومن طريقه البيهقي في «الكبرى» (٥/ ٧٦) وقال: «عمر بن قيس المكي ضعيف». قلتُ: بل هو متروك منكَر الحديث.