للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيُباهِي بكم الملائكةَ؛ فيقول: انظروا إلى عبادي أتَوني شُعْثًا غُبرًا من كل فجٍّ عميق، أُشهِدكم أني قد غفرتُ لهم، فتقول الملائكة: فيهم فلان بن فلان»، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فما من يومٍ أكثر عتقًا من يوم عرفة».

وعن طلحة بن عبيد الله بن كَرِيز أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما رُئي الشيطان يومًا هو أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا لما يرى من تنزُّلِ الرحمة، وتجاوُزِ الله عن الذنوب العظام، إلا ما رأى (١) يوم بدر، قيل: وما رأى يوم بدر؟ قال: أما إنه قد رأى جبريل وهو يَزَعُ الملائكة» (٢). رواه مالك وابن أبي الدنيا، وهو مرسل (٣).

وفي مثل هذا اليوم وهذا المكان أنزل الله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٣]، فروى طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب: أن رجلًا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا نزلتْ (٤) لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: أيُّ آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}. فقال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم وذلك المكان الذي نزلت فيه على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة. رواه الجماعة (٥) إلا أبا داود وابن ماجه.


(١) في المطبوع: «أرى».
(٢) أي يصفُّهم، ويمنعهم أن يخرج بعضهم عن بعض في الصف.
(٣) «الموطأ» (١/ ٤٢٢) و «فضائل عشر ذي الحجة» لابن أبي الدنيا (١٧).
(٤) في المطبوع: «أنزلت» خلاف النسختين.
(٥) أحمد (١٨٨، ٢٧٢) والبخاري (٤٤٠٧، ٤٦٠٦) ومسلم (٣٠١٧) والترمذي (٣٠٤٣) والنسائي (٣٠٠٢).