للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ذكر القاضي في موضع آخر المذهب كما حكيناه، ولعل سببه أن النسخة التي نقل منها رواية حرب كان فيها غلط، فإني نقلت رواية حرب من أصل متقن قديم من أصح الأصول، وكذلك ذكرها أبو بكر في «الشافي»؛ لما روى قُدامة بن عبد الله الكلابي أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - رمى جمرة العقبة من بطن الوادي يوم النحر على ناقةٍ له صَهْباءَ (١)، لا ضَرْبَ ولا طَرْدَ، ولا إليك إليك. رواه أحمد وابن ماجه والنسائي (٢)، ولم يَذكرا (٣) فيه: «من بطن الوادي» (٤).

وعن عبد الرحمن بن يزيد (٥) أنه كان مع عبد الله بن مسعود، فأتى جمرة العقبة، فاستبطنَ الوادي فاستعرضها فرماها [ق ٣٥٠] من بطن الوادي بسبع حصياتٍ يكبّر مع كل حصاة، قال: فقلت: يا أبا عبد الرحمن، إن الناس يرمونها من فوقها، فقال: هذا ــ والذي لا إله غيره (٦) ــ مقامُ الذي أُنزلتْ عليه سورة البقرة. متفق عليه (٧).


(١) في المطبوع: «صبها».
(٢) أحمد (١٥٤١٠، ١٥٤١١) وابن ماجه (٣٠٣٥) والنسائي (٣٠٦١). ورواه أيضًا الترمذي (٩٠٣) وقال: «حديث حسن صحيح»، وصححه ابن خزيمة (٢٨٧٨) والحاكم (١/ ٤٦٥، ٤/ ٥٠٧).
(٣) في المطبوع: «ولم يذكروا» خلاف النسختين.
(٤) جاءت زيادة «من بطن الوادي» في روايةٍ عند أحمد (١٥٤١٢).
(٥) في النسختين: «زيد». والتصويب من «الصحيحين».
(٦) في النسختين: «إلا هو». والمثبت من هامشهما بعلامة ص. وهو الموافق للصحيحين.
(٧) البخاري (١٧٤٧) ومسلم (١٢٩٦).