للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والثاني: أن يثبت في القدم بنفسه.

والثالث: أن يمكن متابعة المشي فيه.

لِما روى عبد الرحمن بن عوف عن بلال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتوضَّأ ويمسح على عمامته ومُوقَيه. رواه أحمد وأبو داود (١).

قال الجوهري (٢): "المُوق: الذي يُلبَس فوق [٧٢/أ] الخفِّ، فارسي معرب". والموق إنما يُلبس غالبًا فوق الخفّ.

وعن المغيرة بن شعبة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضّأ، ومسح على الجوربين والنعلين. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح (٣).


(١) أحمد (٢٣٩١٧) ــ من وجه آخر عن أبي إدريس، عن بلال يرفعه، وفي (٢٣٩٠٣) من الوجه الذي أورده المؤلف وفيه "خفيه" بدل "موقيه" ــ، وأبو داود (١٥٣) ــ واللفظ له ــ من طريق أبي بكر بن حفص، عن أبي عبد الله، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عوف، عن بلال به.
إسناده ضعيف، أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن مجهولان كما في "الميزان" (٤/ ٥٤٧)، وله شواهد ومتابعات يقوي بعضها بعضًا، انظر: "السلسلة الصحيحة" (١٤٢).
(٢) في "الصحاح" (موق).
(٣) أحمد (١٨٢٠٦)، وأبو داود (١٥٩)، وابن ماجه (٥٥٩)، والترمذي (٩٩)، من طرق عن أبي قيس الأودي، عن هزيل بن شرحبيل، عن المغيرة به.

اختلف في تصحيحه وتضعيفه اختلافًا كبيرًا، ذلك أن حديث المغيرة المحفوظ لم يرد في كافة طرقه ذكر الجوربين، تفرد به أبو قيس دون الناس.
وصححه الترمذي، وابن خزيمة (١٩٨)، وابن حبان (١٣٣٨)، وضعفه من أئمة الصنعة وصيارفتها: الثوري، وابن مهدي، وأحمد، وابن معين، وابن المديني، ومسلم، والعقيلي في آخرين، كما في "معرفة السنن" (٢/ ١٢١).
قال الدارقطني في "العلل" (٧/ ١١٢): "لم يروه غير أبي قيس، وهو مما يغمز عليه به؛ لأن المحفوظ عن المغيرة المسح على الخفين".
وفي مسح الجوربين أحاديث أخر، انظر: "الإمام" (٢/ ٢٠٠ - ٢٠٦)، "الإعلام" (٢/ ٢٧٧ - ٢٨٠).