للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يتوضّؤون. رواه مسلم (١). ورواه أبو داود (٢)، ولفظه: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفَق رؤوسهم، ثم يصلُّون ولا يتوضّؤون. وفي لفظ رواه (٣) أحمد: ينعسون (٤).

وروى ثابت عن أنس قال: أقيمت الصلاة، ورجلٌ يناجي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فلم يزل يناجيه حتى نام أصحابه، فصلَّى بهم. متفق عليه (٥). ورواه أبو داود (٦)، وقال: ولم يذكر وضوءًا (٧).

ولأن نوم الجالس يكثر وجوده من منتظري الصلاة (٨) وغيرهم، فتعمُّ به البلوى، فيعفى عنه، كما عفي عن يسير النجاسة من غير السبيلين.

والرواية الثانية: ينقض، إلا القائم مع الجالس كما ذكره الشيخ، وهو [٩٦/ب] اختيار الخرقي (٩)؛ لأن النوم إنما نقض لإفضائه إلى الحدث ومحلُّ الحدث مع القائم منضمٌّ متحفظ (١٠) كالقاعد، فيبعد خروجُ الحدث مع عدم العلم به في النوم اليسير، لا سيما والقائم لا يستثقل في نومه استثقال


(١) برقم (٣٧٦ - ١٢٥).
(٢) برقم (٢٠٠)، من حديث هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أنس به.
وصححه الدارقطني في «السنن» (١/ ١٣١).
(٣) «رواه» ساقط من المطبوع.
(٤) علقه بهذا اللفظ عن هشام في «سؤالات ابن هانئ» (٤٢)، وأخرجه في «المسند» (١٢٦٣٣) من طريق حماد، عن ثابت، عن أنس بلفظ: «حتى نعس القوم».
أما اللفظ المقصود فأخرجه ابن المنذر في «الأوسط» (١/ ٦٣) من طريق وهب، عن هشام، عن قتادة، عن أنس به.
(٥) البخاري (٦٢٩٢) ومسلم (٣٧٦ - ١٢٤).
(٦) برقم (٢٠١).
(٧) برقم (٢٠١).
(٨) في الأصل: «منتظر الصلاة»، ولعله تصحيف سماعي، فإنه عطف عليه «غيرهم».
(٩) انظر: «المختصر» (ص ١٣).
(١٠) في الأصل والمطبوع: «منحفظ».