للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحدهما: يستحَبُّ، لما روى أبو هريرة (١) قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «توضؤوا مما مسَّت [١١٣/أ] النار» رواه الجماعة إلا البخاري (٢)، ورواه مسلم (٣) من حديث عائشة وزيد بن ثابت. ثم نُسخ الوجوبُ منه، أو صُرف عن الوجوب، لما روى ابن عباس وعمرو بن أبي أمية وميمونة - رضي الله عنهم - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أكل كتفَ شاة، ثم صلَّى ولم يتوضأ. متفق عليهنّ (٤) وقوله: «ولا تتوضؤوا من لحوم الغنم» (٥).

وعن سويد بن النعمان قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام خيبر حتى إذا كنَّا بالصهباء، وهي من أدنى خيبر، صلَّى بنا العصر، ثم دعا بالأطعمة، فلم يُؤتَ إلا بسويق، فأكلنا وشربنا، ثم قام إلى المغرب، فمضمض ومضمضنا، ثم صلَّى لنا (٦) المغرب، ولم يتوضأ. رواه أحمد والبخاري (٧).

ويدل على أن ذلك هو الناسخ: عملُ (٨) الخلفاء الراشدين، فإنهم كانوا لا يتوضؤون مما غيَّرت النار. وإذا اختلفت الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نظرنا


(١) زاد بعده في المطبوع: «رضي الله عنه».
(٢) أحمد (٧٦٠٥)، ومسلم (٣٥٢)، وأبو داود (١٩٤)، والترمذي (٧٩)، والنسائي (١٧٢)، وابن ماجه (٤٨٥)، من طرق عن أبي هريرة بألفاظ مختلفة.
(٣) حديث عائشة (٣٥٣) وحديث زيد بن ثابت (٣٥١).
(٤) غيَّره في المطبوع إلى «عليها» دون تنبيه. والأحاديث الثلاثة على ترتيبها في «صحيح البخاري» (٢٠٧، ٢٠٨، ٢١٠) و «صحيح مسلم» (٣٥٤، ٣٥٥، ٣٥٦).
(٥) تقدَّم تخريجه.
(٦) في المطبوع: «بنا»، والمثبت من الأصل.
(٧) أحمد (١٥٨٠٠)، والبخاري (٢١٥).
(٨) في الأصل: «على». وفي المطبوع: «فعل»، والأقرب من الأصل ما أثبت.