للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم كراهة الملحم كراهة تحريم. ذكره القاضي وغيره. وقال غيره من أصحابنا: هي كراهة تنزيه إلا أن يكون المنسوج مع الإبريسَم أكثر.

وقد روي عن معاوية عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تركبوا الخَزَّ ولا النِّمارَ» رواه أبو داود (١).

وفي حديث أبي عامر أو أبي مالك الأشعري: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ليكونَنَّ من أمتي أقوام يستحِلُّون الخَزَّ والحريرَ والخمر والمعازف. ولينزلنَّ أقوام إلى جنب عَلَمٍ، تروحُ عليهم سارحةٌ (٢) لهم، يأتيهم رجل (٣)، فيقولون: ارجع إلينا غدًا. فيُبَيِّتُهم اللهُ، ويضَع العلَم، ويمسخ آخرين قِرَدةً وخنازيرَ إلى يوم القيامة» رواه البخاري بلفظ «الحِرَ»، ورواه أبو داود (٤).

قال أصحابنا: وهذا محمول على خَزٍّ كثيرٍ حريرُه، أو نوعٍ من الحرير يسمَّى خزًّا، كما يسمَّى قَزًّا. قال بعض أصحابنا: الذي يسمِّيه الناس اليوم


(١) برقم (٤١٢٩)، وأحمد (١٦٨٤٠)، وابن ماجه (٣٦٥٦)، من طرق عن وكيع، عن أبي المعتمر يزيد بن طهمان، عن ابن سيرين، عن معاوية به.
رجال إسناده ثقات، وقد حسَّنه النووي في «الخلاصة» (١/ ٧٨)، وصححه الألباني في «الضعيفة» (١٠/ ٢٦٩).
(٢) في المطبوع: «بسارحة». والمثبت من الأصل، وكذا في رواية الإسماعيلي للصحيح كما ذكر الحافظ في «الفتح» (١٠/ ٥٥).
(٣) في «الصحيح»: «يأتيهم ــ يعني الفقير ــ لحاجة».
(٤) برقم (٤٠٣٩).