للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كونها حريرًا.

وذلك أنَّ الأُرْجُوان هو الأحمرُ الشديدُ الحمرة. كأنَّ اشتقاقه من الأَرَج (١)، وهو توهُّج رائحة الطِّيب، لأنَّ الأحمَر يسطَع لونُه، ويتوقَّد، كما تسطع الرائحة الزكية في الأرائج. قال أبو عبيد (٢): الأُرجُوَان: الشديدُ الحمرة. والبَهْرَمَان (٣): دونه في الحمرة. والمُفْدَم: المُشْبَع حمرةً. والمضرَّج دونه، ثم المورَّد بعده.

ثم قول علي - رضي الله عنه - في حديث آخر: «نهى عن لبس الحمرة أو الحمراء، وعن المِيثَرة الحمراء» بدل قوله: «المعصفر» دليلٌ على أنَّ المعصفَر إنما نهاه عنه لِحُمرته. فتارة يعبِّر عنها باسمه الخاصِّ، وتارةً يعبِّر عنه بالاسم [ص ١٢٥] العامِّ الذي هو مناط الحكم.

وعن الحسن - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إيَّاكم والحمرة، فإنها من أحبِّ الزينة إلى الشيطان» رواه الخلال (٤).


(١) في «جمهرة اللغة» (٣/ ١٣٢٤) أنه فارسي معرب. وفي «الصحاح» (رجا) أنه «بالفارسية: أرغوان، وهو شجر له نَور أحمر أحسن ما يكون، وكل لون يشبهه فهو أرجوان». وانظر وصف هذا الشجر في «الصيدنة» للبيروني (ص ٣٢) و «مفردات ابن البيطار» (١/ ٢١)، والكلمة بالفارسية بفتح أولها وثالثها. وقد تكون آرامية الأصل. انظر: «المعرب» للجواليقي (ص ١١٢)، تعليق المحقق.
(٢) في «غريب الحديث» (٤/ ٣١١ - ٣١٢).
(٣) في الأصل والمطبوع: «النهرمان»، تصحيف. وهو: العصفر. والياقوت البهرماني من أحسن أنواعه، ويسمَّى البهرمان أيضًا. انظر: «الجماهر» للبيروني (ص ١٠٨ - ١٠٩، ١٢٤ - ١٢٧). والكلمة فارسية. انظر: «المعرب» (ص ١٦٨).
(٤) لم أقف عليه من هذا الوجه، وأخرجه الطبراني في «الكبير» (١٨/ ١٤٨)، والجورقاني في «الأباطيل والمناكير» (٢/ ٣٠٢)، من طريق الحسن، عن عمران بن الحصين به.
قال الجورقاني: «هذا حديث باطل، وإسناده مضطرب، والحسن لم يسمع من عمران شيئًا»، وانظر: «السلسلة الضعيفة» (٤/ ٢٠٧).