للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الركوع رفع يديه حتى كانتا حذو منكبيه». وكذلك رواه الشافعي (١) وغيره عن ابن عيينه عن عاصم, إلا أن الجماهير مثل شعبة (٢) وأبي عوانة (٣) وزائدة بن قدامة (٤) وبِشْر (٥) بن المفضل (٦) وجماعة غيرهم (٧) , رووه عن عاصم, فقالوا في الحديث: «فرفع يديه حتى حاذتا أذنيه». وقال بعضهم: «حذاء أذنيه». وكذلك رواه مسلم (٨) وغيره من حديث عبد الجبار بن وائل، عن علقمة بن وائل عن وائل (٩).

ومن رجَّح الثاني قال: صحة النقل بهما توجب أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - فعَل كلَّ واحد منهما, لكن الرفع إلى الأذن أزيد, فيكون أولى؛ لأنه زيادة عبادة. ويشبه أن يكون هو آخر الأمرين، لأنَّ الوفود إنما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الفتح, ولأن الانتقال من النقص إلى الزيادة هو اللائق, لا سيما وقد قال


(١) «المسند» (١/ ٧٣) ــ ومن طريقه البيهقي (٢/ ٢٤) ـ، والدارقطني (١/ ٢٩٠).
(٢) أخرجه أحمد (١٨٨٥٥)، والبخاري في «رفع اليدين» (٢٦)، وابن خزيمة (٦٩٧)، وليس فيه موضع الشاهد.
(٣) أخرجه الطبراني في «الكبير» (٢٢/ ٣٨).
(٤) أخرجه أحمد (١٨٨٧٠) وأبو داود (٧٢٧).
(٥) يشبه رسمه في الأصل: «برز»، وهو تحريف. وقد سقط: «بشر بن» من المطبوع.
(٦) أخرجه أبو داود (٧٢٦)، والنسائي (١٢٦٥)، وابن ماجه (٨٦٧).
(٧) انظر: «السنن الكبرى» للبيهقي (٢/ ٢٤).
(٨) برقم (٤٠١)، وأخرجه أحمد (١٨٨٦٦)، والنسائي (٨٧٩).
(٩) في الأصل: «عبد الجبار بن وائل عن وائل عن علقمة»، وكذا في المطبوع. ولعله خطأ من النساخ. والصواب ما أثبت من مصادر التخريج.