كتاب شرح عمدة الفقه - ابن تيمية - ط عطاءات العلم

مسألة: (ثم يقرأ الفاتحة، ولا صلاة لمن لم يقرأ بها، إلا المأموم فإن قراءة الإمام له قراءة) - فصل (يستحب التأمين بعد الفاتحة، جهرا في الجهرية) - ج: 2 - ص: 756

ويفتتح قراءته بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} , وإذا قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال: «آمين» رواه [ ... ] (١).

وعن أبي موسى الأشعري (٢) - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تلا {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال: «آمين» حتى يسمع من يليه من الصفِّ الأول. رواه أبو داود، وابن ماجه (٣)

وقال: حتى يسمعها أهل الصفِّ الأول, فيرتجّ المسجد. وفي رواية: قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قال: {وَلَا الضَّالِّينَ} رفع صوته بآمين, ويأمرنا بذلك. رواه الأثرم (٤).

وفي رواية: كان إذا قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال: «آمين» ورفع بها صوته. رواه الخمسة (٥) , وقال الترمذي: حديث حسن. وفي رواية:

---

(١) بياض في الأصل بقدر كلمة. والحديث أخرجه بهذا السياق عبد الرزاق ــ كما في «كنز العمال» (٨/ ٩٣) ــ، وهو في في النسخة المطبوعة من «المصنف» (٢٦٠٢) دون زيادة: (وإذا قال غير المغضوب عليهم ... )، وكذلك أخرجه مسلم وغيره، وقد تقدم تخريجه.
(٢) كذا في الأصل. والحديث الآتي من رواية أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٣) أبو داود (٩٣٤)، وابن ماجه (٨٥٣)، من طرق عن بشر بن رافع، عن أبي عبد الله ابن عم أبي هريرة، عن أبي هريرة به.

إسناده ضعيف، قال البوصيري في «مصباح الزجاجة» (١/ ١٠٦): «هذا إسناد ضعيف، أبو عبد الله لا يعرف حاله، وبشر ضعفه أحمد، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات»، وانظر: «بيان الوهم» (٣/ ١٥٦)، «نصب الراية» (١/ ٣٧١).
(٤) «الناسخ والمنسوخ» للأثرم (١٣٤).
(٥) أحمد (١٨٨٤٢)، وأبو داود (٩٣٢)، والترمذي (٢٤٨)، والنسائي (٢/ ١٤٥) ــ من وجه آخر ــ، وابن ماجه (٨٥٥)، من طرق عن حجر بن العنبس، عن وائل بن حجر به.
حسنه الترمذي، وصححه ابن حبان (١٨٠٥)، والدارقطني (١/ ٣٣٤)، وقد وقع في إسناده اختلاف يسير، انظر: «البدر المنير» (٣/ ٥٧٧ - ٥٨٥).