للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: «آمين» يمُدُّ بها صوته (١). وقال الدارقطني: حديث صحيح. وعن وائل [ص ٢٩٧] بن حجر قال: صلَّيتُ خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -, فجهَر بآمين (٢).

فهذه كلُّها نصوص في أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر بالتأمين, وقد أمَر المأمومين أن يؤمِّنوا مع تأمين الإمام. وظاهره أنهم يؤمِّنون مثل تأمينه، لأنَّ التأمين في حقهم أوكد، لكونهم أُمِروا به؛ فإذا كان هو يجهر به، فالمأموم أولى. وقد تقدَّم التصريح بذلك.

ولذلك فهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من هذا الأمرَ بالجهر به, وأجمعوا على ذلك. فروى إسحاق بن راهويه عن عطاء قال: أدركتُ مائتين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -, إذا قال الإمام: {وَلَا الضَّالِّينَ} سمعت لهم ضجَّةً بآمين (٣). وعن عكرمة قال: أدركتُ الناس في هذا المسجد، ولهم ضجَّة بآمين (٤). قال إسحاق: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يرفعون أصواتهم بآمين، حتى يسمعوا للمسجد رَجَّة.

ولأنَّ المؤمِّن داعٍ. ولهذا قال الله سبحانه لموسى: {قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} [يونس: ٨٩] وإنما كان يدعو موسى ويؤمِّن هارون.

وقد شُرع التأمين للقارئ ومستمعه, حتى الملائكة في السماء تقول:


(١) أخرجها أحمد (١٨٨٤٢).
(٢) أخرجه أبو داود (٩٣٣)، وتقدم الكلام عليه.
(٣) أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى» (٢/ ٥٩).
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة (٨٠٤٦).