للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مكة؛ لأنه قصَدَهما في هذا الشهر، فأما حُنين فكانت بعد الفتح بأربعين ليلة.

واعلم أنّ الروايةَ صحيحةٌ، ولا يجوز أن يُعتقد أن ذلك كان إلى خيبر، فإنه لا خلاف بين أهل العلم بمغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه غَزَى خيبرَ مرجِعَه من الحديبية، وأنها (١) كانت في ذي القَعدة سنة ست، وخيبر في أوائل سنة سبع (٢)، فكيف يجوز أن يُعْتَقد أن خيبر كانت في رمضان، ثم هم لا يختلفون أنها لم تكن في رمضان؟!

نعم ذكَرَ حُنينًا لأنها كانت في ضمن غزوة الفتح، ولم يكن في الفتح قتال، وإنما كان القتال بحنين، وأراد بغزوة حُنين غزوةَ الفتح، ولذلك لما ذكر البخاريُّ (٣) هذه الرواية قال: «وقال عبد الرزاق: أنا معمر، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح». لم يَزِد.

ورواه البَرْقاني (٤) وغيرُه بتمامه قال: «خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح في شهر رمضان، حتى مَرَّ بغدير في الطريق، وذلك في نحر الظهيرة. قال: فعطش الناس، وجعلوا يمدّون أعناقَهم، وتتوقُ إليه أنفسُهم. قال: فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقَدَح فيه ماء، فأمسكه على يده حتى رآه الناس، ثم شربَ، وشربَ الناس في رمضان» (٥).


(١) س: «وإن».
(٢) ينظر «السيرة النبوية»: (٢/ ٣٢٨) لابن هشام.
(٣) (٤٢٧٨) معلقة، ووصلها أحمد في «المسند» (٣٤٦٠).
(٤) نقله عنه الحميدي في «الجمع بين الصحيحين»: (٢/ ٧).
(٥) وهذه الرواية بلفظها أخرجها عبد الرزاق في «المصنف»: (٢/ ٥٦٣)، ومن طريقه أحمد في «المسند» (٣٤٦٠). وإسنادها صحيح على شرط الشيخين.