للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن كعب بن عاصم الأشعري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس مِن البرّ الصيام في السفر» رواه أحمد والنسائي وابن ماجه (١).

قال سفيان بن عُيينة: تفسيره: ليس مَن صام بأبرّ ممن أفطر (٢).

وعن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس مِن البرّ [ق ٣٥] الصومُ في السفر» (٣) رواه الأثرم.

والبِرّ هو العمل الصالح، فقد بيَّن - صلى الله عليه وسلم - أن الصومَ في السفر ليس بعمل صالح، بل هو من المباح، فلا حاجة بالإنسان إلى أن يُجهِد نفسَه به.

وقد صحّ عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إذا مرضَ العبدُ أو سافر، يقول الله عز وجل لملائكته: اكتبوا لعبدي ما كان يعمل وهو صحيحٌ مُقيم» رواه البخاري (٤).

فإذا سافر في رمضان وأفطر؛ كُتِب له صوم رمضان، ثم إذا قضاه كُتِب له صوم القضاء، فلا يكون في الصوم زيادة فضل.


(١) أخرجه أحمد (٢٣٦٨١)، والنسائي (٢٢٥٥) وابن ماجه (١٦٦٤)، وابن خزيمة (٢٠١٦)، والحاكم: (١/ ٤٣٢) وغيرهم بإسناد صحيح.
(٢) لم أقف عليه، وقد ذكره المؤلف في «مجموع الفتاوى» (٢٢/ ٢٨٨) أيضًا.
(٣) أخرجه ابن ماجه (١٦٦٥)، وابن حبان (٣٥٤٨)، الطبراني في «الأوسط» (٦٩٦١)، و «الكبير»: (١٢/ ٣٧٤). والحديث صححه ابن حبان، وقال البوصيري في «مصباح الزجاجة»: (٢/ ٦٤): «إسناد صحيح، رجاله ثقات». ومع ذلك فقد سئل عنه أبو حاتم في «العلل» (٧٢٦) فقال: «حديث منكر»، ولعله بسبب تفرّد محمد بن حرب الأبرش عن عبيد الله، يعني ولا يحتمل تفرّده، وقد نصّ على تفرده الطبراني عقب الحديث.
(٤) (٢٩٩٦).