للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى أنس أنَّ يهوديًّا دعا النبيَّ (١) - صلى الله عليه وسلم - إلى خبزِ شعيرٍ وإهالةٍ سَنِخةٍ (٢)، فأجابه. رواه أحمد (٣).

والثانية: تكره لِمَا روى أبو ثعلبة الخُشَني قال: قلت: يا رسول الله إنا بأرض قومٍ أهلِ كتاب، أفنأكل في آنيتهم؟ قال: "إن وجدتم غيرها فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا فاغسلوها وكلوا" متفق عليه (٤). ولأنهم لا يجتنبون النجاسة لا سيَّما الخمر لاستحلالهم إياها، فالظاهر أنَّ أوانيهم لا تسلم من ذلك. وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "دع ما يَريبك إلى ما لا يَريبك"، قال الترمذي: حديث حسن صحيح (٥).


(١) في المطبوع: "رسول الله". وقد كتب الناسخ أولًا "رسول الله" سهوًا، فوضع عليه علامة الحذف، ثم كتب "النبي".
(٢) الإهالة: الشحم. والسنخة: المتغيرة الريح.
(٣) برقم (١٣٨٦٠)، وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (١/ ٤٠٧)، من طرق عن أبان العطار، ثنا قتادة، عن أنس به.
وإسناده برسم الصحيح، وقد صححه الضياء في "المختارة" (٣/ ٨٤)، غير أن أبان كان يرويه على وجهين: أحدهما: "أن يهوديًا"، وهو الشاهد من إيراده هنا.
والآخر: "أن خياطًا"، وهذا الوجه هو الموافق لرواية همام عن قتادة، ولسائر أصحاب أنس من أوجه مخرجة في "الصحيحين" وغيرهما، فيبقى تفرد أبان بهذا الحرف شاذًّا، كما في "إرواء الغليل" (١/ ٧١).
(٤) البخاري (٥٤٨٨) ومسلم (١٩٣٠).
(٥) برقم (٢٥١٨)، وأخرجه أحمد (١٧٢٣)، والنسائي (٥٧١١)، وابن خزيمة (٢٣٤٨)، وابن حبان (٧٢٢)، والحاكم: (٢/ ١٣) من طريق أبي الحوراء السعدي عن الحسن بن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به. قال الترمذي: حديث صحيح. وصححه الحاكم، وسكت عليه الذهبي. وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند أحمد (١٢٥٥٠) مرفوعًا وهو ضعيف، وروي موقوفًا عليه عند أحمد (١٢٠٩٩) وسنده صحيح، وأخرجه النسائي (٥٣٩٧) موقوفًا من كلام ابن مسعود، قال عنه النسائي: هذا الحديث جيّد جيّد. [علي العمران].