للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

احتجم (١) بِلَحْي جَمَل (٢) وهو صائم محرم.

قالوا: وهذا الحديث كان في حجّة الوداع، والحديث الأول كان في عام الفتح؛ فاحتجامه بعد النهي.

ويدلُّ على ذلك ما رُوي عن أنس بن مالك قال: أول ما كُرِهَت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم (٣)، فمرَّ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «أفطر هذان» ثم رخَّص النبي - صلى الله عليه وسلم - بعدُ (٤) في الحجامة للصائم. رواه الدارقطني (٥) وقال: كلهم ثقات ولا أعلم له علة.

وعن رجل، عن أنس قال: «احتجم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في رمضان بعدما قال:


(١). «أن النبي - صلى الله عليه وسلم -» سقطت من ق والمطبوع، و «احتجم» سقطت من س.
(٢). ق: «الجمل». ولَحْي جمل: موضع بين مكة والمدينة وهو إلى مكة أقرب. «معجم البلدان»: (٢/ ١٦٣)، و «معجم معالم الحجاز»: (٧/ ١٤٦٧).
(٣). «وهو صائم» سقطت من س.
(٤). المطبوع: «بعد ذلك» ولا وجود لها في النسخ.
(٥). (٢/ ١٨٢). وقد تعقب ابنُ عبد الهادي في «التنقيح»: (٣/ ٢٧٦) الدارقطنيَّ في حكمه على الحديث، وبين أنه معلول من عدة أوجه، وهي: أن الدارقطني نفسه تكلم في رواية عبد الله بن المثنى، وقال: ليس هو بالقوي. وأن خالد بن مخلد القطواني وعبدَ الله بن المثنى قد تكلّم فيهما غيرُ واحد من الحفاظ ــ وإن كانا من رجال الصحيح ــ. وأن شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث قد خالف عبد الله بن المثنى في روايته هذا الحديث عن ثابت فرواه بخلافه، كما ذكر ذلك البخاري في «صحيحه». ثم لو سُلّم صحة حديث أنس لم يكن فيه حجة، لأن جعفر بن أبي طالب قُتل في غزوة مؤتة، ومؤتة قبل الفتح، وقوله: «أفطر الحاجم والمحجوم» كان عام الفتح فهو متأخر عنه.